نقد العقل الأداتی خارج أطروحات مدرسة (فرانکفورت)، (زیجمونت باومان) و(إدغار موران) أنموذجاً
الملخص
أثارت العواقب التی تمخّض عنها العقل الأداتی والنتائج المُترتِّبة علیه جُملةً من النقاشات المُستفیضة حول طبیعة هذا العقل ومنشأه ودوره فی المُجتمعات المُعاصرة، ولم تقتصر تلک المُداولات والمُناقشات على أعضاء مدرسة (فرانکفورت) ومُفکِّریها بأجیالهم المُتعاقبة؛ بل امتدّت لتشمل مجموعةً أُخرى من المُفکِّرین والفلاسفة والعُلماء ممن یقعون تصنیفیّاً خارج الفضاء الفکری للمدرسة المذکورة؛ مثل (مارتن هیدغر، جان فرانسوا لیوتار، حنّا أرندت، میشیل فوکو، زیجمونت باومان، إدغار موران) وغیرهم، فعلى الرغم من أنَّ کثیراً منهم یلتقون مع أُطروحات مدرسة (فرانکفورت) فی الکثیر من مفاصلها الرئیسة وخُطوطها العامّة، إلّا أنّهم کانوا مُهتمّین بالبحث فی بُنیة هذا العقل والتقصّی عن جُذوره وأسبابه ودراسة عوارضه وتجلّیاته، وقد لجأ هؤلاء إلى طرائق ومناهج ومُقاربات جدیدة لنقد هذا العقل وتفکیک نسیجه وتشریح منظومته، ومُحاولة تسلیط أضواء أکثر على الجوانب التی أغفلها أقطاب مدرسة (فرانکفورت)، أو تعمیق جوانب مطروقة وتوسیعها، أو التصدّی لظواهر ومُمارسات خفیّة أو غیر منظورة مُرتبطة بهذا العقل وسیرورته المُستمرّة.