موقف إمارة البطائح( ) الشاهينية من البويهيين( )

تأسست الإمارة الشاهينية على يد عمران بن شاهين السلمي في منطقة البطائح في سنة (335-433هـ/946-1041م)، وهو عربي من أهل العراق ينتمي إلى قبيلة سليم، من أهل الجامدة التي تقع على الطريق بين البصرة وواسط( ). وكان على معرفة تامة بأحوال جنوبي العراق البشرية، وعلى قدر كبير من الكفاءة والطموح السياسي( ). فسيطر على منطقة البطائح من سنة (330هـ/941م) وحتى سنة (369هـ/979م) ولاسيما انه استطاع استغلال ظروف هذه المنطقة المعروفة بطبيعتها الجغرافية القاسية والعناصر السكانية المتباينة في أجناسها ولغاتها وأديانها( )، إذ أن عمران السلمي كان عهده حافلاً بالاشتباكات والصراعات مع البويهيين ( ).بدأ حياته السياسية مسؤولاً عن جباية الأموال، في السلطة المركزية ببغداد( )، ثم تدهورت علاقته مع الخلافة العباسية وخاف من أن يقبض عليه فهرب إلى البطائح في سنة (329هـ/940م) بعد أن جمع الأموال وأخذها معه( ). فأقام بين أهلها بين القصب والآجام متحصناً بها فاقتصر طعامه على ما يتصيد من السمك وطيور الماء وأيضاً الأرز( ). وبنى فيها قاعدة مستقلة عن السلطة المسيطرة على بغداد( ). ركز عمران بن شاهين نشاطه على جمع الفقراء وأغلبهم من صيادي الأسماك وشكّل منهم قوة عسكرية تميزت بكفاءة قتالية عالية، واستطاع من خلالها منع امتداد النفوذ البويهي إلى البطائح( ). ومن أجل تأمين حدوده من الجنوب الشرقي، فاوض عمران بن شاهين أمراء الأحواز البريديين، كما حصل على اعتراف من أميرهم أبي القاسم البريدي بإمارته على الجامدة وحماية البطائح والأحواز( ). ومن هنا بدا تأثير عمران السياسي في هذه المنطقة ولاسيما في سنة (335هـ/946م) ( ). إذ إن البريديين كانوا مسيطرين في وقتها على البصرة، وشكلوا بذلك قوة سياسية لابد أن يستند إليها عمران بن شاهين ويعتمد عليها. وتبعاً لذلك فإن البطائح كانت خاضعة لسلطة البريديين. وحصول عمران بن شاهين على أمر حماية الأحواز و البطائح فقوي مركزه وسكن الأماكن المرتفعة في تلك المنطقة( ).