حياة قسطنطين بوزرسكي واراءه القومية في الدولة العثمانية

اكتسب التاريخ التركي أهمية كبيرة نتيجة احداث وتغيرات حصلت في أوروبا اثرت فيما بعد على الدولة العثمانية ، إذ انتشر الادراك الفهم العلماني للتاريخ في نهاية القرن الثامن عشر واستمر تأثيره في القرن التاسع عشر ، من بين من أثره عليه هذه العملية قسطنطين بوزرسكي الذي كان له دور مهم في التاريخ التركي ، ومع ذلك فقد تم انجاز القليل من اعماله في تركيا وفي هذا السياق وكما موضح في الدراسة فان المناقشات حول التاريخ التركي القديم قد تشكلت الى حد كبير في أوروبا .عند بروز القومية التركية في اراضي الدولة العثمانية ، ظهرت عدد من الدراسات اللغوية والتاريخية من اجل تبني هذه الفكرة بين الاتراك ، وكان في مقدمة المهتمين لهذه الدراسات عدداً من المستشرقين واهمهم قسطنطين بوزرسكي ، وقد عمل عن كثب لدراسة القومية التركية وطرح افكاره حولها ولعب دوراً مهماً في نشرها بين الاتراك ، اذ كان لهذا الفكر رواده ومتبنيه من الاتراك العثمانيين يدفعهم في ذلك الاوضاع التي باتت تعيشها الدولة العثمانية في مطلع القرن التاسع عشر من حركات انفصالية وخسائر حربية وفقدان الاراضي وتدهور في الاوضاع الاقتصادية ناهيك عن دور الكتاب والمستشرقين الغربيين في الدعوة الى القومية التركية والعمل على تهيئة العقول والاذهان لها ، وفي وقت لم يكن للحس القومي اي وجود بين الاتراك العثمانيين حتى مجيء المهاجرين الاتراك الذين لعبوا دوراً كبيراً في توعية اتراك الدولة العثمانية بالقومية التركية .