الاصلاحات العثمانية وتأثيرها على بلاد الشام والحجاز

إن حركة التنظيمات الاصلاحية التي ظهرت في الدولة العثمانية تعد صحوة ونهضة في التاريخ العثماني، خاصة وانها جاءت مع نهاية النصف الاول من القرن التاسع عشر، الا ان الاصلاح قد ظهر وبدأ بصورة حقيقية في عهد السلطان سليم الثالث (1789-1807م) واستمرت بوادر وخطوات الاصلاح والتنظيم خلال عهد حكم السلطان محمود الثاني (1808-1839م)، واثناء عهد حكم السلطان عبدالمجيد الاول (1839-1861م) بدأت ثمار نتائج الاصلاح تظهر في الدولة العثمانية والذي ارتبط عهده بصدور خط شريف كولخانه 1839م وخط همايوني 1856م، حيث كان لهذين المرسومين الاثر الواضح على الحركة الاصلاحية في كافة اجزاء ومؤسسات الدولة العثمانية وفي كافة الجوانب المدنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، ونلاحظ ايضا ان الاصلاحات قد شملت اكثر ولايات الدولة العثمانية، حيث ساهمت هذه الاصلاحات في تحسين الاوضاع في ولاية بلاد الشام والحجاز من حيث الجانب الاداري وتقسيماتها الادارية وفي الجانب التعليمي والثقافي والاجتماعي اذ نلاحظ افتتاح عدد من المدارس التعليمية والمهنية واصدار بعض الصحف والمجلات وانشاء بعض المطابع وظهور ترجمة الكتب، ونلاحظ ايضا ان من ضمن عملية الاصلاح التي ظهرت في ولاية الحجاز هو انشاء سكة حديد الحجاز الذي كان له الدور المهم في تسهيل حركة النقل بين اجزاء الدولة العثمانية والاستفادة منها في الجوانب الدينية الاقتصادية و العسكرية، والـذي سنتكلم عـنه بصورة واضحة فـي ثنايا البحـث .