قلق الشيخوخة والماضي المستلب في الشعر الجاهلي
الملخص
يعي الإنسان العربي قبل الإسلام أنه رهين خطية زمنية تخضع لقانون الصيرورة الساعي به نحو الفناء والقاضي بعدم عودة اللحظات الهاربة مما يصعّد في نفسه حدة القلق من الشيخوخة والهرم والتي تعد المحطة الأخيرة في حياته والمفضية به إلى هاوية الموت وحينئذ يتعالى نحيبه على شباب منصرم يمثل نشوة الإمتلاء من معين الوجود ومحاولا عبر الذاكرة القفز على الواقع المأساوي المثقل بطعنات الزمن، وهذا القلق قد انعكس على اشعارهم بصورة ملحوظة، وقد جاء هذا البحث ليميط اللثام عن جملة من النصوص الشعرية التي أفصح الشعراء من خلالها عن مكونات نفوسهم وعن حجم الرعب الذي يؤرقهم ويسد عليهم منافذ الحياة.