البنية الزمنية في شعر ابن الابار البلنسي
الملخص
للزمن أهمية كبيرة في العمل الأدبي، وتتبلور تجربة الشاعر ابن الابار في الحاضر من خلال مواجهته لآلامه وتطلعاته المفقودة، وتصبح هذه اللحظة المعيار الذي يحكم على ما سبق وما سيأتي، وفي ظل الألم والخذلان الذي يعيشه، يجد الشاعر نفسه غير قادر على التكيف مع واقعه المعاش، مما يدفعه إلى الانسياق وراء الماضي الذي يحتفظ له بصورة مثالية من السعادة والطمأنينة، إذ يراه الشاعر مرجعية لما كان يجب أن يكون عليه حاضره، فبينما يتأمل في واقعه البائس، تنبثق أمامه مقارنة لا تنتهي بين حلمٍ ضاع وفرصةٍ انتهت، مما يغذي شعوره بالعجز والحزن. وتظهر ثنائية الماضي والحاضر بين مرحلة سابقة عاشها الشاعر وبقيت عالقة في ذاكرته ومرحلة لاحقة، ومن الطبيعي أن الإنسان عموما والشاعر خصوصا لا ينظر إلى الأحداث والوقائع في وقتها، وإنما يستحضرها في وقت لاحق من حياته كون أن هذه الأحداث أثرت في نفسه ودفعته لاتخاذ مواقف، فالشاعر يستحضر ماضيه باستمرار ويحاول الارتداد إليه لما يجد فيه من متنفس. كما أن (الزمن الإيجابي والزمن السلبي) يظهر لدى الشاعر عند تناوله لقضية أو حدث فيكون ذلك نابعا من أثره في نفسه، إذ إن الحالة الشعورية والنفسية للمبدع ترتبط ارتباطا كبيرا بنتاجه الأدبي، ففي الغالب يكون تعبير الشاعر نابعا من رؤيته للأشياء والظروف التي تواجهه، ليصور من خلال شعره حالته النفسية، ويتخذ موقفا بناء على ذلك، لذا تؤدي البنية الزمنية بتحولاتها ودلالاتها دورا هاما ومميزا في كشف الحالة النفسية للشاعر وإيضاحها.