توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل ودراسة التاريخ

كان للتسارعِ الكبير للعالم وتحوله إلى قرية صغيرة، قد أصبح البعض يرى في العلومِ الإنسانية عبئًا على العلوم الأخرى، وبالتالي كان لابد من التخلص منها، فكيف لهذه العلوم أن تَلتحق بركب العلوم الأخرى لاسيما: الفيزياء، والكيمياء، وعلوم الحياة، والرياضيات، وعلومِ الحاسوب وغيرها من العلوم، فضلاً عن ما حققته تلك العلوم من إنجازات علمية كبرى على الصعيد البشري التي تنوعت بين عقاقيرِ طبية وتصاميم وبرمجيات واختراعات كبيرة سهلت إنجاز الكثير من المهام في حياتنا اليومية وباشكل أسرع وأدق وأقل جهداً، وذلك من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي  (Artificial Intelligence)، الذي يعد من أهم انجازات القرن الحادي والعشرين الذي دون أدنى شك قد اختزل الجهد البشري لإنجاز مهمةٍ ما في دقائق أو أجزاء من الثواني أن - صح التعبير-، ولقد أحدثت ثورة الذكاء الاصطناعي نقلةً نوعيةً ضخمة في مجال العلوم سواء العلمية أو الأنسانية؛ إذ أصبحت الروبوتات والأنظمة الحاسوبية خير بديلٍ للإنسان بالوقت الحاضر؛ إلا أنَّ ما غفِل عنه الكثير أنَّ الذكاء الاصطناعي مبنيٌّ على سلسلة معارف إنسانية بحتة؛ بحيث تسخر هذه العلوم بما يتناسب مع الأهداف المرجوة التي يسعى مبرمجو تلك الأنظمة إلى تحقيقها.يهدف البحث الى توظيف تلك الثورة العلمية الهائلة (الذكاء الاصطناعي) في دراسة وتحليل كميات كبيرة من النصوص التاريخية القديمة والحديثة، ومن ثم استخدام تقنيات التعلم الآلي لمعالجة كميات وفيرة من النصوص والوثائق التاريخية والصحف والتقارير وتحليلها تحليل علمي عميق، وكشف العلاقات بين الأحداث التاريخية التي أسهمت بلا شك في تطوير أدوات جديدة في دراسة وتحليل مادة التاريخ، وفتحت في ذات الوقت أفاقاً جديدة لفهم أعمق للحضارت والشعوب السالفة.