النمذجة المكانية لاحتمالية حدوث الفيضانات في حوض دهوك
الملخص
أدت التغيرات المناخية المتسارعة والزيادة في وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الأمطار الغزيرة وذوبان الثلوج، فضلا عن الأنشطة البشرية مثل التوسع العمراني العشوائي، وإزالة الغابات، وتغيير مسارات الأنهار، إلى فرض ضغوط هائلة على النظم البيئية والبنية التحتية في العديد من المناطق حول العالم، مع تزايد خطر حدوث الفيضانات وتأثيراتها المدمرة على المجتمعات والاقتصادات، أصبحت الحاجة ملحة إلى تطوير أساليب علمية متقدمة لتحديد المناطق المعرضة لخطر الفيضانات وإدارتها بشكل فعال. انطلقت مشكلة البحث من تساؤل رئيس مفاده (هل تسهم النمذجة المكانية باستخدام نظم المعلومات في تحديد المناطق المحتملة لحدوث الفيضانات؟ وما هو مشهد احتمالية حدوث الفيضانات في حوض دهوك) وفي ضوء ذلك صيغت فرضية البحث نحو; أن للنمذجة المكانية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية دورا كبيرا في تحديد المناطق المحتملة لحدوث الفيضانات، وبذلك يهدف هذا البحث إلى تحديد المناطق المحتمل تعرضها للفيضانات، وإبراز دور تقنيات نظم المعلومات الجغرافية في هذا المجال، إذ إن استخدام هذه التقانة يفتح مسارا جديدا في دراسة الموارد المائية، وانتاج خريطة للمناطق المحتملة حدوث الفيضانات فيها، ومن اجل المضي نحو الهدف وللتحقق من الفرضية، تم نمذجة مجموعة من العوامل المؤثرة على احتمالية حدوث الفيضانات من مصادر بيانات مختلفة، ثم الاعتماد على جمع طبقات العوامل الطبيعية المؤثرة ذات المقياس المرتبي لانشاء خريطة منمذجة لاحتمالية حدوث الفيضانات في حوض دهوك. وقد كشفت الخريطة المنمذجة أن احتمالية حدوث الفيضانات تتناقص في المناطق الجبلية شديدة الانحدار الواقعة في الشمال والشمال الشرقي والغربي من الحوض يعزى ذلك إلى انها مناطق ذات ارتفاعات وانحدارات شديدة بالإضافة إلى ذلك، فإنها مناطق ذات تصريف سريع للمياه وانخفاض كثافة شبكة المجاري المائية، في المقابل تزداد هذه الاحتمالية في المناطق السهلية ذات التضاريس المنبسطة، خاصة في المناطق الحضرية الواقعة في وسط الحوض، بالإضافة إلى بعض المناطق المنبسطة في شمال الحوض ويُعزى ذلك إلى الانحدار الخفيف، وضعف كثافة الغطاء النباتي، وارتفاع كثافة شبكة المجاري المائية، إلى جانب قلة كثافة الخطيات، مما ساهم مجتمعًا في زيادة فرص حدوث الفيضانات في هذه المناطق.