الآراء الأصولية للإمام أبي حَيَّان الْأَنْدَلُسِيّ من خلال كتابه البحر المحيط في التفسير- سورة البقرة أنموذجا

تناول هذا البحث الآراء الأصولية للإمام أبي حَيَّان الْأَنْدَلُسِيّ من خلال تفسيره البحر المحيط في التفسير سورة البقرة أنموذجا ، وقد هدف البحث إلى استخراج الآراء الأصولية التي تبناها أبو حيان في المسائل المختلفة وبيان وجهة نظره فيها.وقد قسمت الموضوع إلى تمهيد ومبحثين فالتمهيد للتعريف بالمؤلف وكتابه أما المبحثان فقد خصصنا لذكر آراء أبي حَيَّان في المسائل الأصولية المختلف فيها بين العلماء، فالأول منها مخصص لسرد آراءه في مسائل الأحكام وأدلتها، وقد بينت فيه أن أبا حَيَّان الْأَنْدَلُسِيّ يرى بأن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة، كما ذهب إلى الاعتبار بخلاف الظاهرية في الإجماع، ويوافق أبو حَيَّان الْأَنْدَلُسِيّ مذهب جمهور الأصوليين والمتكلمين في أن النافي مطالب بالدليل على ما يدعيه من النفي سواء في العقليات أو الشرعيات حاله حال المثبت على ما يدعيه من الإثبات، ووزعت مادته العلمية على ثلاثة مطالب على التوالي.أما المبحث الثاني فضمنته آراء أبي حَيَّان في دلالات الألفاظ والتقليد وذلك في أربعة مطالب، فبينت فيه أن الامام أبا حيان مع القول بأن النكرة في سياق النفي تقتضي العموم ، واختار القول بأن الأمر المطلق لا يدل على الفور ولا على التراخي وإنما يفيد مطلق الطلب، كما يرى أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وذهب إلى أن التقليد في الدين حرام فلايجوز تقليد أحد بل الواجب هو اتباع الدليل. وكانت التوصية في نهاية هذا البحث بضرورة الاهتمام بالجانب الأصولي في تفسير أبي حيان الأندلسي، إذ إنّ هذا الجانب لم يُعط الاهتمام الكافي به حتى الآن