الرواية الدرامية من المصطلح والخصائص إلى تشكّل الرؤية

إنّ الجنس الدرامي هو أحد الأجناس الأدبية الوافدة إلى الجنس الروائي، فقد حاولتْ الرواية أنْ تصور الحياة والواقع المعيش، فاستعارتْ من أجل هذا الهدف طريقة المحاكاة الدرامية، وكلما حاولتْ أنْ تمثل الواقع تمثيلا حيا ازدادتْ العناصر الدرامية وهيمنتْ . لقد شاع في أواخر القرن الماضي وبدايات القرن الحالي دخول العناصر الدرامية في الرواية بعدما أكّد هنري جيمس ضرورة (مسرحة) الواقع فيها، وقد رأى أنّ هذه الطريقة هي ضرورة جمالية في الدرجة الأولى، فأنت تعيش الحدث كأنّه يجري أمامك أجمل من أنْ تسمع به بعد انتهائه، وهذا الحكم القيمي الحاسم أخذه جيمس من أرسطو الذي فضّل التراجيديا على الملحمة ؛ لأنّ الأولى تقوم على التمثيل والتكثيف والوحدة المتماسكة وغنى العناصر التي تتركّب منها، فالتراجيديا تحقق مبدأ المحاكاة تحقيقا كاملا بأقل مدة زمنية وأقل عدد ممكن من الأحداث . إنّ هذه السمات الفنية هي ما حاول هنري جيمس استغلالها في فن روائي جديد يقوم أساسا على العرض (showing) في حين يقوم الإخبار (Telling) بالربط بين المشاهد الروائية . ومنذ هنري جيمس دخلت الدراما إلى الجنس الروائي بشكل حاسم بوصفها مكونا جماليا مهيمنا ؛ وبذلك ظهر نتيجة تفاعل الجنسين الروائي والدرامي نوع روائي جديد قد نستطيع أنْ نسميه النوع الدرامي أو الرواية الدرامية ساعدتْ العديد من الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في أوربا – انكلترا بالتحديد – في إنضاجه ومن ثم شيوعه .