المرجعية التاريخية في نماذج من شعر الغزّي*
الملخص
عالج البحث ظاهرة المرجعية التاريخية في شعر الغزّي وذلك بالاعتماد على نماذج من شعره وذلك كون التاريخ منهلا خصبا وثريا للشعراء لما يحمله من عراقة الماضي الزاخر بشتى جوانب الفخر والعز والاباء، فهو لايمثل مرجعية ثقافية للشعراء فحسب ،انما يعد حلقة وصل بين المتلقي وتراثه الثقافي والسياسي والاجتماعي، واقتضت خطة البحث بحسب وجهة نظرنا ان نقسمه على محاور ثلاثة وهي: (الاحداث والوقائع ،الاعلام والشخصيات ،استدعاء الامكنة التاريخية). فقد استمد الشاعر من هذه الأحداث والوقائع ذات المحمول الثقافي كل ما يمدّه في بناء النص الشعري فهي ذخيرة حية تحفظ ذاكرة الشعوب بمختلف تحولاتها الفكرية والحضارية والسياسية والاجتماعية فضلا عن الأعلام والشخصيات وصولا الى استدعاء الأمكنة التاريخية يؤازر بعضها البعض، ووظّفها الشاعر بصورة فنية ابداعية عبّر من خلالها عن دلالتها الشمولية الباقية والقابلة للتجدد على امتداد التاريخ في صيغ وأشكال اخرى ، فهي ليست مجرد ظواهر عابرة تنتهي بانتهاء وجودها الواقعي والاني وبذلك فهي تكسب النص الشعري ثراء وغنى كونها المستودع الذي يلجأ اليه الشاعر لربطه بالحاضر فضلا عن أن هذا المخزون الثقافي عالق في الذاكرة الجماعية لأفراد الأمة فيحاول الشاعر جذب انتباه المتلقي واغناء نصه الابداعي به.