الكائنات العجائبية في الشعر الأموي
الملخص
حاولت الدراسة في هذا البحث أن تبين اثر الكائنات العجائبية في النص الشعري ومدى فاعليته في الخطاب الشعري عند شعراء العصر الأموي من توظيف لتلك الكائنات الماورائية في اشعارهم ومنها (الشياطين, والجان) والكائنات الخرافية ومنها: (الغول, والسعلاة, وطائر العنقاء), ومن ثم عرّجت الدراسة على اهم الأساطير والمعتقدات التي تأثر بها الشاعر الأموي من الموروث الجاهلي وبقي صداها في فكره وشعره, سيراً على نهجهم تقليداً ومحاكاةً لا إيماناً بها, إذ ركز البحث على اهم المعتقدات والأساطير والخرافات ومنها (شياطين الشعراء) واسطورة (الهامة والصدى) واسطورة (لُبد). وكان لابد لنا اولاً من مهاد تنظيري يوضح ويكشف ماهية هذه الكائنات التي يتأطر من خلالها النسقُ العجائبي في النص الشعري، وبما ان الإبداع الشعري، نُسِب في بداية امره إلى رموز او قوى غيبية توحي به إلى بني البشر، على الرغم من جهل مصدرها وكيفية نشوئها وتطورها، لذلك كان بديهياً أن يرجِع العرب قديماً الى الإلهام في تفسير بعض ما يرونه, فلم يجدوا أمامهم سوى الخيال والإبداع الشعري في تحديد ماهية هذه الكائنات العجائبية التي شكلت جزءاً كبيراً من موروثهم ومعتقداتهم, كونها مخلوقات لا يمكن رؤيتها او التعايش معها, فراحوا يصفونها في مخيلتهم ومشيرين إليها في أشعارهم. وقد تناول البحث نماذج من تلك الكائنات التي وظفها الشعراء في نصوصهم معتمداً على مبدأ التنظير ثم التطبيق بذكر الشاهد الشعري وتحليله وبيان أهم المظاهر الخارقة والعجائبية التي احدثها الشاعر في نصه الشعري وتبيان ما أحدثه من أثر في المتلقي من تردد وحيرة في تقبله لها وبذلك يتحقق العجائبي الذي يهدف إدهاش المتلقي.