الزواج السياحي واثاره دراسة مقارنة بين الشريعة الاسلامية وقوانين الاحوال الشخصية

يعد الزواج السياحي صورة مستحدثة لعقود الزواج المعاصرة في الوقت الحاضر الذي تتوفر فيه كافة شروط واركان عقد الزواج الصحيح في ظاهره، ولكن في نية السائح بعد انتهاء فترة سياحته او سفره، أن يطلق زوجته تاركاً وراءه زوجةً واحياناً طفلاً بلا نفقة ونسب، وفي الآونة الاخيرة ظهرت مكاتب ومواقع الالكترونية تدعو إلى الزواج السياحي بالفتيات في هذه الدول والسائحين في فترة اقامتهم فيها، ولكن في حقيقة الامر ان هذا الزواج ما هو الا صورة من صور المتاجرة بالنساء تحت عنوان الزواج السياحي. وفي طيات هذا البحث بيت مفهوم الزواج السياحي وصوره واسباب ظهوره والتمييز بينه وبين الزواج الشرعي والقانوني، وتحدثنا عن حكمه واثاره في الشريعة والقانون، وبما ان اغلبية قوانين الاحوال الشخصية في الدول العربية وقانون الاحوال الشخصية العراقي ساكت عن هذه الظاهرة الخطيرة والتي لم يحظ بالتنظيم القانوني على خلاف دراسته من الناحية الشرعية و الاجتماعية، لذا حاولنا ان نقدم للمشرع العراقي تنظيماً قانونياً بهذا الشأن، نستهدف من خلاله سد الطريق امام ابرام عقد الزواج السياحي وتحديد حكمه واثاره للقاضي وللطرفين و تحديدعقوبة كل من يبرم هذا النوع من الزواج بالعقوبات السالبة للحرية واضفاء الحماية المدنية للمرأة الداخلة في هذا النوع من الزواج وطفلها الذي قد يولد نتيجة هذا الزواج وصيانة حقوقهما المادية والمعنوية في نطاق هذا التنظيم.