معارف الموصل في عهد الاحتلال البريطانــي 1918 – 1920م

كانت المؤسسات التعليمية متمثلة بالكتاتيب والمدارس الدينية تقوم بدور كبير في حياة المجتمع العراقي في الفترة التي سبقت نشوء المؤسسات التعليمية الحديثة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكانت اوضاع التعليم في العراق محرومة من التجديد اذ كان التدريس في حالة ركود دون تغيير ، وبالنظر لوجود بعض السلاطين والساسة المتنورين ظهر تيار اصلاحي في الدولة العثمانية يدعو الى إصلاح الأوضاع في أجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة وهو الاتجاه الذي عرف بـ (التنظيمات الخيرية) . حاولنا في بحثنا هذا الكشف عن اوضاع التعليم في الموصل خلال عهد الاحتلال البريطاني 1918-1920م وكان من الملفت للنظر ان مدارس الموصل في وسط الظروف القاسية للحرب العالمية الاولى 1914-1918م قد واصلت نشاطها التعليمي وكانت الظاهرة المميزة فيها هو تنامي النشاط القومي العربي ، كما تطرق البحث الى تشكيل مجلس معارف خاص بولاية الموصل الذي اخذ على عاتقه الاشراف على مناهج التعليم لمختلف المراحل الدراسية كان ذلك بعد انتهاء الحرب واحتلال القوات البريطانية للموصل في 10 تشرين الثاني 1918 ، كما تحدثنا عن اهتمام سلطات الاحتلال البريطاني بالتعليم ووضعت قوانين ومناهج للتعليم الابتدائي في العراق عام1919 وعملت لاحقا على اعادة تنظيم المناطق التعليمية وتقسيم العراق في بداية الامر الى ثلاث مناطق تعليمية ومن ثم تم اعادة تقسيمه الى خمسة مناطق تعليمية كانت حصة الموصل منها هو المنطقة الشمالية.