أثر التكرار في الأداء الحجاجيِ
الملخص
•الحِجَاجُ هُوَ بَلاَغَةُ هَذا الزَّمَان، وَهُوَ آخِذٌ مِنْ غَيْرِ مَا تَخَصُّصٍ بِطَرَفٍ؛ فَأَنْتَ وَاجِدٌ نَفْسَكَ فِيه مَعَ المَنْطِقِ والجَدَل، ومَعَ الفَلْسَفَةِ والفِكْر، ومَعَ النَّحْوِ والدَّلاَلَة، ومَعَ الأُسْلُوبِيَّةِ والتَّدَاوُلِيَاتِ، والسِّيمْيَائِيَّات، وغَيْرِ ذَلِك. وفِي هَذِه الوَرَقَةِ العِلْمِيَّةِ نَرُومُ وَصْلَ مَا بَيْنَ بَعْضٍ مِنْ مَقُولاَتِ الحِجَاجِ الأُسْلُوبِيّ، وبَيْنَ أَحَدِ مَبَاحِثِ فِقْهِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّة؛ ذَلِك هُوَ مَبْحَثُ التَّرَادُفِ والفُرُوقِ اللُّغَوِيَّة. ولَقَدْ كَتَبَ الدُّكْتُور عَبْدُ الله صَوْلَة، عَلَيْه رَحْمَةُ الله تَعَالى، كِتَابَهُ المَعْرُوفَ فِي حِجَاجِ القُرْآنِ الكَرِيم مِنْ خِلاَلِ أَهَمِّ خَصَائِصِهِ الأُسْلُوبِيَّة، الكِتَابَ العُمْدَةَ فِي هَذِه السَّبِيلِ مِنَ البَحْث، وعَرَضَ فِيهِ إِلَى مَا سَمَّاهُ: "حَرَكِيَّةُ الكَلِمَةِ الحِجَاجِيَّة"، وهُوَ مَا يَصُبُّ فِي أَهْدَافِ مَجْمُوعِ البُحُوثِ التي جَعَلَهَا أَصْحَابُهَا لِبَحْثِ الخَصَائِصِ الجَمَالِيَّةِ لِلْمُفْرَدَةِ القُرْآنِيَّة، فالجَمْعُ بَيْنَ هَذَا وذَاكَ يَقْتَضِي نَظَراً فِيمَا نُسَمِّيهِ:"الأَدَاءُ الحِجَاجيُّ في المُفْرَدَةِ القُرْآنِيَّة".•فَكَيْفَ تُحَاجُّ الكَلِمَةُ القُرْآنِيَّة على نَحْوٍ لا يُضَاهى؟•وكَيْفَ تُحَاجُّ الكَلِمَةُ القُرْآنِيَّةُ فِي ضَوْءِ القَوْلِ بالتَّرَادُفِ؟•وهَلْ يَبْلُغُ القَوْلُ بالفُرُوقِ مُسْتَوَى الكَشْفِ عَن "الفَرْقِ الحِجَاجِيِّ" بَيْنَ كُلِّ كَلِمَتَيْنِ يُظَنُّ بِهِمَا التَّرَادُفُ؟إِنَّ هَذَا، وغَيْرَ هَذَا، مِمَّا نَرَى أَنَّهُ لاَ يَزَالُ بَاقِيًا بِغَيْرِ عِنَايَةٍ كَافِيَةٍ مِنَ التَّنَاوُلِ البَحْثِيّ، تَكْشِفُ فيهِ عَنْ وَجْهٍ لَمْ يَتَهَيَّأْ لِغَيْرِ القُرْآنِ الكَريمِ مِنَ الكَلامِ، وهَذَا مَا جِئْنَا بِمُحَاوَلَةٍ فِيه.