التنصير في دول المغرب العربي إلى عهد الاستقلال
الملخص
إن الفكر الاستعماري والعقيدة هما اللذان اخرجا الأحداث في دول المغرب العربي من إطار حركة تستمد جذورها من خلفيات تاريخية إلى نطاق أوسع، إذ أن موقف أوربا من الحركات التنصيرية لم يكن موقفاً عقائدياً بل كان موقفاً سياسياً عمل على تركيز نفوذ أوربا بواسطة الإرساليات في دول المغرب العربي. وكون هذا التفكير عنصراً جديداً في حياة العقيدة المسيحية، فقد خرجت الأحداث عن طبيعتها. اذا كانت المبادرة قديمة في صيغ صليبية وعداء للمسلمين فإن ساسة أوربا استجابوا للفكرة لما لمسوه من تمهيد الطريق لاستقبال أنواع الغزو.لم تحقق حركة التنصير في دول المغرب العربي نتائج تذكر، فبالرغم من الإمكانات الضخمة التي وضعت تحت تصرفها، والدعم والمساندة اللذين كانت تتلقاهما من البابوية ومن القائمين على الحركة الصليبية، فقد فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق ما كانت تصبو إليه.