اختيارات الهذلي الصرفية في كتابه (الكامل) جمع التكسير واسم الجنس أنموذجاً

يهدف هذا البحث الى الوقوف على اختيارات أبي القاسم الهذلي (يوسف بن عليّ، توفي465ه) في كتابه (الكامل في القراءات الخمسين) في فرش الحروف، إذ اختار الهذلي من جملة قراءات القرآن ما رأى أَنَّه أولى بالقراءة وعلَّلَ لاختياره، ولقيمة الكتاب وعلوّ شأن مصنفه وحسن اختياراته فقد عكفنا على دراسته لما لم يُفرد الكتاب بدراسة صرفية مستقلة، وهي تشكل مصدراً مهماً من مصادر التقعيد الصرفي، فإن فيه من الأداءات اللغوية واللهجية والاستعمالات الفصيحة ما يحاكي شواهد العربية من الشعر والنثر، بل يفوقها بلاغة وبياناً، لذلك ارتأينا تتبع تلك الكلمات التي قرئت بلفظ جمع التكسير مرَّة، وبلفظ اسم الجنس مرَّة، جمعاً واحصاءً، ثم وقفنا على أقوال أهل اللغة في علَّة اختيار كل قراءة، وذكرنا اختيار الإمام الهذلي، وبينّا سبب اختياره، واستدركنا بما رأيناه راجحاً في الاختيار، موافقةً للهذلي أو مخالفة له، ثم أبرزناها في بحث مستقل اغناء عن البحث وحصراً للفائدة. وقد كشفت هذه الدراسة أَنَّ الظواهر الصرفية تتبوأ مكانة رفيعة ومتميزة من بين بقية الظواهر اللغوية التي حفلت بها القراءات، فإنَّ الاختلافات بين هذه القراءات تدور أغلبها في فلك المغايرة والاستبدال الذي يشتغل في أكثر ظواهره على مستوى البينة الصرفية، وبالأخصّ بنية الأسماء، وأوضحت هذه الدراسة أَنَّ اختلاف القراءة بين كون اللفظ اسم جنس أو جمع تكسير يمثل ظاهرة صرفية لها حضورها البارز على مستوى المعنى، إذ ترسم لنا هذه الدراسة صورة لمنهج العربية في بناء الجموع فيها، وكيف أَنَّها تلجأ إلى التغيير في أصوات البنية لتعبر عن معاني القلة أو الكثرة في سياقاتها التداولية.