الجديد في العناية بالمريض المصاب بالكآبة
الملخص
الخلاصةخلفية البحث: لاتزال الكآبة سبباً في حصول المراضة والوفاة فهي تؤدي إلى الوهن والضعف، قد تصيب أي شخص وفي أي عمر بغض النظر عن العرق أو العنصر. والإناث أكثر من الذكور عرضة للإصابة، فهي تصيب واحدة من كل أربعة إناث خلال الحياة. وبالرغم من أن شريحة واسعة من الناس يعانون منها ومما يرافقها من خطورة الإقدام على الإنتحار، إلا أن الذين يحصلون على العلاج لا يتعدون الـ 20%، ولا يقتصر موت المصاب على تعرضه للإنتحار فقط، بل إن الكآبة تعرض المصاب إلى الوفاة من النوبات القلبية ايضا. وجدير بالذكر أن إحدى الدراسات العالمية التي أجريت في عام 1990 لقياس عبئ الأمراض الشامل على المجتمعات وجدت الكآبة من بين أهم أربع أمراض التي يحصل منها العبؤ المرضي الشامل، وتتنبأ نفس الدراسة أن تصبح الكآبة المرض الثاني المسبب لهذا العبئ وذلك في عام 2020 . وفي ضوء ما تقدم تبرز الحاجة إلى إعطاء إهتمام أكبر لمواجهة عواقب الإصابة بالكآبة وإلى المزيد من البحث والتقصي للوصول إلى أساليب فعالة لتشخيصها وعلاجها مبكراً.هدف البحث: تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على أحدث المستجدات في مجال العلاج والعناية بالمصاب بدآء الكآبة.طريقة البحث: مراجعة أحدث الأدبيات التي تتصدى للبيولوجية العصبية لداء الكآبة وانعكاسات ذلك على علاج المصاب والعناية به.البيولوجية العصبية للكآبة: المؤشرات البحثية في العلوم العصبية والجينية والتحريات السريرية تدل على أن الكآبة اضطراب دماغي المنشأ، وظهر من خلال تقنيات تصوير الدماغ أن الدوائر العصبية في الدماغ والمسؤولة عن تنظيم المزاج والتفكير والنوم والشهية للأكل والسلوك بصورة عامة لا تعمل بصورة سليمة، وأن الناقلات العصبية غير متوازنة. وتدل البحوث الجينية على أن الكآبة تحصل بفعل جينات متعددة وللتفاعل بين تلكم الجينات مع بعض العوامل البيئية. وتؤسس بحوث كيميائية الدماغ وآلية عمل مضادات الكآبة إلى إكتشاف عقاقير علاجية وعلاجات نفسية أفضل. وأن دراسة STAR"D المشهورة الممولة من المعاهد القومية للصحة النفسية أظهرت أن أقل من نصف المصابين بالكآبة يستجيبون إلى العلاج بمضاد إكتئاب واحد بالرغم من أن العديد من المصابين يظهرون تحسناً عندما يتحولون الى مضاد للإكتئاب مختلف ولكن نسبة هؤلاء أخذ بالتناقص.علاج الإكتئاب: تتركزالمستجدات الحديثة في علاج الكآبة على العلاج الدوائي والعلاج الدوائي المدعوم بالعلاجات النفسية وعلاجات طبيعية مبتكرة. وتميل العلاجات الدوائية الحديثة الى التحول من أدوية تؤثرفي السيروتونين الى عقاقير تؤثر في السيروتونين والنورأدرينالين مجتمعا. هذا وقد بحث Paykel وزملائه في دور العلاج المعرفي المضاف إلى علاج المصابين الذين سبق وأبدوا تجاوبا جزئيا للعلاج بالعقاقير المضادة للكآبة فوجدوا أن النسبة التراكمية للإنتكاسات لديهم إنخفضت من 47% إلى 29% بعد ستة عشر جلسة علاج معرفي.الإستنتاج: إن العمل على تطويرأساليب تشخيص الكآبة وعلاجها والوقاية منها يشكل إحدى الأولويات المهمة لخدمات الصحة العامة، وإن من شأن الجمع بين مداخلات علاجية متعددة أو إستخدام عقاقير ذات فاعلية مزدوجة في التأثيرعلى ناقلات عصبية متعددة ، من شأن ذلك أن يقلل من نسب الإنتكاسة والوقاية من الكآبة، ولابد أن يكون الهدف النهائي للعلاج هو عودة المصاب إلى الحالة الوظيفية السليمة التي كان يتمتع بها قبل الأصابة وعدم الإكتفاء بالإستجابة الجزئية او التهاود النسبي للأعراض.