تعدُّ الموازنة آلية من آليات المقارنة والمفاضلة بين الشعراء، وعليه انبثقت هذه الدراسة الموسومة بـ(موازنة بين زهير بن أبي سلمى والاعشى من منظور لفظي-عمود الشِّعر معياراً نقدياً- ) لتوازن بين شاعرين من شعراء الجاهلية (زهير بن أبي سلمى) و(الأعشى)، يمثل الأول شعراء التَّحكيك أو الصنعة الشِّعرية، أما الثاني فيمثل الشُّعراء المطبوعين، وذلك باعتماد الدِّراسة على عمود الشِّعر معياراً نقدياً من جانبه اللفظي، وعلى هذا الأساس قسم البحث على ثلاثة محاور، وهي: جزالة اللفظ واستقامته، مشاكلة اللفظ للمعنى وشدة اقتضائهما للقافية حتَّى لا منافرة بينهما، والتحام أجزاء النَّظم والتئامها على تخيُّر من لذيذ الوزن، وذلك بعد التنظير لها، وما ذكر عنها من قبل النُّقاد القدماء واختلاف آرائهم في جودة الشِّعر ورداءته، وعليه أجريتْ الموازنة من خلال الاتيان بشواهد شعرية عند الشَّاعرين والموازنة بينهما على أساس هذه الأركان المذكورة لبيان سمات التَّحكيك عند زهير وسمات الطَّبع عند الأعشى، مما أخذت الدراسة بذلك الطابعينِ الذوقي والعلمي معاً.