التعلیل النحوی عند الشیخ إسماعیل الحامدی (ت1316هـ) فی حاشیته على شرح الکفراوی لمتن الآجرومیة

بعد توسع الإسلام فی شبه الجزیرة العربیة کثُر اختلاط العرب بالأعاجم الذین رغبوا فی اعتناق الإسلام، وتعلّم لغته العربیة ما أدى إلى اتساع البیئة الإسلامیة، وتفشی ظاهرة اللحن، وللحد من تفشی هذه الظاهرة دأب النحاة إلى تقعید مجموعة من القوانین تصون اللغة مما یشوبها، وتحفظها من التشویه، ولم یکتفوا بالتقعید فحسب، بل تعدى الأمر إلى تعلیل هذه الأحکام، والقواعد بُغیة ترسیخها فی أذهان المتعلمین، أو تعزیز رأی تبنوه، أو تفسیر ظاهرة رأوها.
لذا  لجأ النحاة إلى إلزام أغلب الأحکام بعلل تفسر أسبابها وکان شأن اسماعیل ألحامدی (رحمه الله) فی ذلک شأن معظم النحاة الذین اعتمدوا العلل فی تآلیفهم، واهتموا بها اهتمامًا واضحًا، وسنعمد فی هذا البحث الموسوم بـ(التعلیل النحوی عند الشیخ إسماعیل ألحامدی (ت1316هـ) فی حاشیته على شرح الکفراوی لمتن الاجرومیة) إلى إبراز جانب من جهود الشیخ إسماعیل ألحامدی (رحمه الله) فی هذا المیدان الذی  اتخذ من حاشیته على الکفراوی أنموذجًا، وقد کَمُلَ فی مبحثین بعد مدخل تناولنا فی المبحث الأول بیان مفهوم التعلیل النحوی، وما کتب فی ذلک من تآلیف، وفی المبحث الثانی جهود الشیخ إسماعیل ألحامدی فی هذا المجال.