القصدية الإنجازية في مضمون الخطاب النحوي في كتاب سيبويه

تندرج هذه الدراسة في صلب النظرية التداولية، ببيان كيفية استخدام التراكيب اللغوية وفق السياقات والطبقات المقامية المختلفة التي ينجز ضمنها الخطاب، وهي تعد مدخلاً لسانياً هاما، ومفتاحا لإدراك القصدية كقرينة تداولية تواصلية في سياق الفعل التخاطبي، استنادا إلى أقسام نظرية الأفعال الكلامية (الأدائية) الرئيسة الثلاثة وهي: التعبيرية والإنجازية والتأثيرية، بالتركيز على الفعل الإنجازي تحديدا، لكونه حامل القصدية في الخطاب التداولي. ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتطبيق هذه المعاني والإضاءات التداولية في الخطاب النحوي عند (سيبويه)، وذلك بما أدلاه في (الكتاب) بلغة البحث الألسني المعاصر، من تحليلات وتعليلات رصينة تصب في قالب النظرية التداولـية ، وبما استودعه من طروحات لا يتفادى كثيرا عما بلغه ( أوستن ) في بحثه عن القوة الإنجازيـة للخطاب، وعن القصدية الاشتراطية للتعبير التداولي عند ( سيرل). لذا فقد اتضح خلال البحث أن الخطاب النحوي عند سيبويه ليس كائنا أو أداة توصيفية فقط، ولا علامة بيانية ضيقة لمعطيات الإخبار والتعبير، وإنما هو فوق ذلك محط إثارة وتأثير، وإنجاز وتوصيل.