صورة الجسدنة الذّهنية لمقتضى التشبيه - تطبيقات مختارة من شعر المتنبي -
الملخص
التشبيه يعدّ عملية عقلية منضبطة على شكل من المقاربة في المقارنة بين شيئين أو أشياء معينة. وإن آلية هذه المقاربة قائمة على اظهار علاقة أو أمر جامع بين طرفين على سبيل الإمكان. وهذا الأمر بحدّ ذاته يستوجب إطاراً من المفاهيم المناسبة تحدد مستويات تلك العلاقة والأسباب الموجبة لذلك التعليق ولإستكمال متطلبات هذا الإطار لا بد من إظهار المستويات الناشئة في العقل والفكر من مفاهيم الاشياء والاحوال المصاحبة في شكل مظاهر انطلوجية إلى حيز الوجود وبمعنى أخر من فضاء قوة الإدراك إلى فضاء فعل الإنجاز، إنّ مفهوم المقاربة في مثل هذه الصّورة قائم على إعتبار أنطلوجي للجسد ومظاهره في الوجود، لأن معظم تجاربنا في الحياة المادية منها والمعنوية نتمثلها على أساس تلك المظاهر، فالجسدنة تعمل على تنضيد المفاهيم المجردة عن مظاهر الحياة والعالم المحيط بما فيها المفاهيم الناتجة عن اللّغة على وفق خصائص الجسد والاشتغال على معطياته لقد شكلت صورة حب المرأة وما يمثله من حالة الإنسجام والتناغم مع النّفس بوصفه تجربة إنسانية وظاهرة رائعة يصف بواسطتها الشّاعر هيئة المرأة في الشّكل والمعنى وقد تمثلت هذه الصّور في النّزوع للمرأة التي كان ينشدها بحالة تتجسّد في العشق صاغها الشّاعر بمقاربات صوريّة تشبيهيّة موحية ( مركبة ومفردة ) جسدنتها مفاهيم اتجاهيّة من المظاهر الأنطلوجية ، والتي عكست المعطيات الذّهنية لتفاصيل أحداث وأحوال حياة المتنبي في مكابدة نفسية ومعاناة شعورية لتنداح على شكل تداعيّات في حالة عشق وغرام انطلق من خلالها المتنبي لوصف الممدوح.