فوض ى الفكر السريالي في حاضنة املستقبلية" مسرحيةتوبيخ انموذجا"

شهد العصر الحديث تطورات علمية كبيرة، حققت قفزات نوعية على المستوى التكنلوجي والتقني، حتى سمي العصر بعصر الآلة، وبالضرورة القت تلك التطورات بظلالها على الواقع الاجتماعي بكل تفاصيله، لاسيما الفنية منها، وقد اخذ المسرح ذلك الجانب وصاغه كأسلوب فني يحاكي مخرجات العصر تمثل ذلك بالحركة المستقبلية، تلك الحركة التي اهتمت اهتماماً بالغاً بالتقانات، واحتفت بالسرعة والآلة لدرجة توازي اهتمامها بالشخصيات الإنسانية بل وتتجاوزتها، وفي ذات الوقت أسهمت المستقبلية بإنتاج حركات تجديدية أخرى على مستوى التنظير والممارسة التطبيقية، ومن الجدير بالذكر ان الحركة السريالية واحدة من تلك الحركات التي خرجت من رحم المستقبلية، والتي حاكت آليات الاعداد المسرحي، على المستوى الشكلي لمرجعها، غير انها على المستوى المضموني فهي رافضة لتلك التطورات التي احتفت بها المستقبلية، من منطلق دعوتها للحنين الى الماضي، ونبذ عصر الآلة الذي جلب الخراب والدمار. واستناداً الى لاختلاف الجوهري في الهدف بين ما تحتفي به المستقبلية، وما تدعو له السريالية، الا انها لم تنفلت عن ذات آليات المستقبلية للوصول الى هدفها، حيث يمكن الإشارة الى ان الفضاء المستقبلي شكل حاضنة لحركات أخرى حتى وان كانت من الحركات المحتجة على فكر الحركة، كما في السريالية ليتأسس مفهوم مغاير في التعامل مع العرض الذي غدى يبيح تداخل الأساليب وانصهارها، من هنا وجد الباحث إمكانية دراسة فوضى الفكر السريالي في حاضنة المستقبلية، كما اتخذ الباحث من عرض مسرحية توبيخ انموذجاً للدراسة، ليطبق عليها ما خرج به من مؤشرات لذلك التداخل الفني على - المستوى التنظيري- الذي حاكم العينة في التحليل على -المستوى التطبيقي- وتم توضيحه تفصيلياً في نتائج البحث واستنتاجاته.