النمذجة المكانية لاحتمالية توطن المياه الجوفية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية: محافظة نينوى أنموذجاً
الملخص
اكتسبت الدراسات القائمة على نظم المعلومات الجغرافية أهمية كبيرة في تحديد المناطق المحتملة لتوطن المياه الجوفية نظرا لكفاءتها الكبيرة في معالجة المعلومات المكانية وبذلك ستوفر معلومات مباشرة عن المورد الذي يمكن الافادة منها في ترشيد الاستثمار. انطلقت مشكلة البحث من تساؤل رئيسي مفاده (هل للنمذجة المكانية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية دور في تحديد المناطق المحتملة لتوطن المياه الجوفية؟ وما هو مشهد احتمالية توطن المياه الجوفية في محافظة نينوى؟). وفي ضوء ذلك، صيغت فرضية البحث نحو أن للنمذجة المكانية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية المدعومة بتقنيات تحليل القرار متعدد المعايير MCDA دورا كبيرا في تحديد المناطق المحتملة لتوطن المياه الجوفية، وبذلك يهدف البحث إلى تحديد المناطق المحتملة لتوطن المياه الجوفية وبيان كيفية الافادة من تقانة نظم المعلومات الجغرافية في هذا المجال، إذ إن استخدام هذه التقانة يفتح مسارا جديدا في دراسة الموارد المائية، وانتاج خريطة للمناطق المحتملة لتوطن تلك المياه. ومن اجل المضي نحو الهدف وللتحقق من الفرضية، تمت نمذجة مجموعة من العوامل المؤثرة على احتمالية توطن المياه الجوفية من مصادر بيانات مختلفة، ثم الاعتماد على تقنية تحليل القرار متعدد المعايير MCDA وفق طريقة عمليات التحليل الهرمية AHP في توليد اوزان تلك العوامل، فضلا عن تطوير أداة خاصة بنمذجة احتمالية توطن المياه الجوفية التي سميت Ground Water Potential Existence، إذ تعمل على جبر الخرائط آليا في ضوء الأوزان المستحصلة من عمليات التحليل الهرمية. وقد كشفت الخريطة المنمذجة بالتكنيك الموضوع، أن احتمالية توطن المياه الجوفية تنخفض في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية من محافظة نينوى وترتفع تدريجيا نحو الشمال والشمال الشرقي من المحافظة، ذلك على الرغم من طبيعة سطحها المرتفع والمضرس، إلا إن ارتفاع معدلات الامطار تدريجيا شمالا، وقرب هذه المناطق من المسطحات المائية، فضلا عن ارتفاع كثافة الخطيات والغطاء النباتي وانخفاض معدلات التبخر فيها، كان له الأثر الاكبر في ارتفاع احتمالية توطن المياه الجوفية في هذه المناطق. وقد استكمل العمل في البحث نحو اجراء تحليل حساسية انموذج احتمالية توطن المياه الجوفية لمعرفة اي العوامل الاكثر تأثيرا في الانموذج بواسطة معامل ارتباط بيرسون، وبعدها تم ادخال العوامل الاكثر حساسية في تحليل الانحدار المتعدد للخروج بأنموذج امثلية Optimization Model للتنبؤ في حال تغيرت قيم العوامل الاكثر حساسية، وتم اجراء ارتباط بيرسون مرة ثانية للتأكد من صحة انموذج الأمثلية، وتبين أن قوة الارتباط بين انموذج الأمثلية وانموذج احتمالية توطن المياه الجوفية بلغ (0.8) وبذلك يعد هذا الارتباط قويا ويمكن استخدامه للتنبؤ.