أثر الأحوال السياسية والاجتماعية في الأسواق ببغداد خلال العصر السلجوقي (447- 590 هـ/ 1055- 1193 م)
الملخص
تعد الأسواق من المرافق الحيوية في المدن، التي من خلالها يتم تأمين مصادر المعيشة لسكانها، من المواد الغذائية وكذلك الحاجات الاخرى التي تتعلق بالحياة اليومية، مثل الملابس والحاجات المنزلية، بالإضافة الى كونها مصدرا مهما لمجئ الواردات الى خزينة الدولة عن طريق الضرائب التي تفرض على العمليات التجارية، و نظرا لأرتباط ازدهار الأسواق بمدى الأستقرار السياسي في المدن، كان لابد على السلطات الحاكمة تهيئة حالة من الاستقرار الامني، لضمان سير العمليات التجارية فيها.يعد العصر السلجوقي مثالا واضحا على مدى تأثر الأسواق بالأحداث السياسية و الاجتماعية، التي رافقت فترة حكمهم في بغداد، لذلك سوف يتم في هذا البحث، تتبع تلك الاحداث، و مدى تأثيرها على الحالة الاقتصادية في مدينة بغداد، وموقف السلطات الحاكمة من تعرض الاسواق الى حالة من عدم الاستقرار، وقيامهم ببعض الاجراءات في محاولة منهم لأعادة النشاط التجاري الى المدينة.يتضمن البحث مبحثين، ففي المبحث الاول تم الاشارة الى الاحداث السياسية التي وقعت في بغداد خلال حكم السلاجقة، ومدى تأثيرها على الاسواق في المدينة، وعلى الرغم من محاولتهم اعادة النشاط التجاري الى المدينة، الا ان استمرار المشاكل السياسية حال دون ذلك.وفي المبحث الثاني تم بحث أثر الاوضاع الاجتماعية على سير النشاط التجاري في اسواق بغداد، ومنها الخلافات بين السنة والشيعة ومدى تأثر الاسواق بتلك الخلافات التي وصلت في بعض الاحيان الى حد الاشتباكات فيما بينهم، وكذلك تم بحث أثر حركات العياريين و الشطار على الاسواق، وتعرض التجار والمحلات التجارية الى النهب من قبلهم، فضلا عن الاشارة الى المناسبات الاجتماعية التي حدثت في بغداد، والتي دفعت في بعض الاحيان، اصحاب المحلات التجارية الى غلقها، ان كان بأوامر صادرة من السلطات الحاكمة، او رغبة من اصحاب تلك المحلات لغرض احياء تلك المناسبات والمشاركة فيها