الاسراف والتبذير وتأثيره على التنمية المستدامة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.الآيات القرآنية دلت على حماية وحفظ الاموال والنسل البشري، وهذا واضح من الآيات التي تنهى عن التبذير والاسراف، والنهي عن التبذير والاسراف عروة ما سمي حديثا (التنمية المستدامة) فحماية الموارد الطبيعية من التبذير، والحفاظ على صحة وسلامة النفس من الاسراف والتبذير في الاكل والشرب حفظا للنسل البشري وحفظا للأموال فحفظ المال ونمائه متحقق في ذلك.تناولنا في البحث جزئيتين يدور حفظ المال والنفس البشرية فيهما (تأثير التبذير والاسراف في الموارد الطبيعية، والاكل والشرب) فالإسلام نهى عن الاسراف والتبذير وذمّ فاعله، وأمر بالاعتدال والاقتصاد والوسطية والتدبير في الحياة اليومية، وما نهى عن شيء إلا فيه ضرر على الفرد والمجتمع.ان الإسراف والتبذير في الثروات الطبيعية يؤدي الى إهدارها- الماء، والنفط ومشتقاته والغابات والحيوانات والأسماك والكهرباء - وهي من مقومات حياة الفرد والمجتمع، وهذا بدوره يؤدي الى الفقر وحرمان الفرد والمجتمع وضياع حقوق الاخرين.والاسراف التبذير في الأكل والشرب يضر بصحة الانسان وضياع للأموال قال تعالى: ((كُلُوا وَاشرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ)) ( الأعراف/31). هذه الآية بينت حفظ الصحة من جانب الغذاء والشراب، عندما ينتهي الفرد عن الاسراف في الأكل والشرب؛ لأنه يؤدي الى أمراض خطيرة، وخير مثال على ذلك أمراض السمنة، وامراض القلب والجهاز الهضمي.والنبي محمد صلى الله عليه وسلم بينا لنا ذلك فيما روي عن المِقْدامِ بن مَعْدي كَرِب رضي الله عنه قالَ: سمِعتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقولُ: ( مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطنٍ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ) . (الترمذي، 1998، برقم 2380 وقال: حديثٌ حسنٌ.) وقد اقتضى بحثنا تقسيمه الى ثلاث مباحث ومقدمة وخاتمة.