سيدنا إبراهيم عند الامام ابن عاشور في تفسيره (سورة الأنبياء أنموذجا) -دراسة عقدية-
الملخص
شيخ الإسلام محمد الطاهر بن محمد بن الطاهر بن محمد الشاذلي بن عاشور الشريف التونسي (ت1393ه)، وهو في السابعة والتسعين، وتفسيره التحرير والتنوير من أفضل التفاسير البلاغية في العصر الحديث، وقد ذكر سيدنا إبراهيم في سورة الأنبياء أربع مرات، تناولت أمثلة في مقاومة الشرك وعبادة الأوثان بالحجة والبيان، وادعى العرب أنَّهم على ملته فضُرِبَ لهم مثالا في حربه على الأصنام، وصفه الله تعالى بأوصاف متعددة، منها: الرشد، والصدق، ويرى ابن عاشور أنَّ من حضر المحاورة معه أراد تحقيره، فاستنطقوه، فرجعوا إلى أنفسهم باللائمة، ولم يبق له مفزع إلا العداء، فاختاروا إحراقه، واختـلف أهل الكتاب فـيه فنسبوه إلى أنفسهم فكذبهم الله تعالى، وانقذه من قومه حين ألقوه في النار، وآتاه رشده فصار مضربا للأمثال عند الأمم، واتخذه خليلا، وصدّيقا، فلم يكذب إلا ثلاث كذبات، ومنها رضاه بأن يذبح ولده، وشروعه بفعله طاعة لربه، وفي السورة معجزة له وهي خروجه من النَّار سالما، فسلبت من النار قوتها المحرقة، وكانت عليه بردا وسلاما، وصحفه لم تنسخ في شريعة من الشرائع الأولى والآخرة.