التوجهات الامريكية في السياسة الدولية وموقع العراق منها
الملخص
تقود الولايات المتحدة الأمريكية حملة شاملة وواسعة النطاق تهدف إلى تعزيز هيمنتها شبه المطلقة على مناطق المصالح الحيوية في العالم، وفي مقدمتها منطقة الشرق الأوسط الكبير بشكل عام، والمنطقة العربية بشكل خاص. تتضمن هذه الحملة محاربة الإرهاب، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، والإطاحة ببعض الأنظمة الديكتاتورية في بعض الدول. وقد أسفرت هذه النزعة الإمبريالية الأمريكية الجديدة عن مساس جوهري بمصالح الأمن القومي العربي، خاصة مع الإشارات المتكررة إلى "خريطة جديدة" للشرق الأوسط، والتي وضعتها مراكز البحث الاستراتيجي بهدف تأمين وجود دائم للولايات المتحدة في العراق، وترسيخ الحماية الأمريكية لدول الخليج العربية. كما تسعى هذه الاستراتيجية إلى تسوية القضية الفلسطينية وفق الرؤية الصهيونية، بما يشمل تهويد القدس ومعظم أراضي الضفة الغربية لنهر الأردن، إضافة إلى عدد من الحراكات الجيوسياسية التي تهدف إلى تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية على الصعيد العالمي . تكمن إشكالية البحث في تباين التوجهات الأمريكية في سياستها العالمية وفق رؤية خاصة تتراوح بين المعلن والمطبق جيوسياسيًا، ويترتب على ذلك اختلاف تأثير هذه السياسات على دول مثل العراق، مع صعوبة احتواء هذه التوجهات على المستويين الدولي والمحلي. يفترض البحث وجود غموض في التوجهات الأمريكية لدى المهتمين بالشأن الجيوسياسي، حيث تختلف الدول في قبولها وتعاطيها مع الاستراتيجيات الأمريكية في السياسة الدولية. كما يبرز أن بعض الاستراتيجيات الأمريكية، مثل الحتمية الجغرافية لدى الدول وصانعي القرار فيها، تؤدي إلى تأثير مباشر في سلوكيات الدول وتعاملها الجيوسياسي. يهدف هذا البحث إلى فهم أبعاد السياسة الأمريكية وطبيعة توجهاتها وفق المنظور الأمريكي، وتحليل طريقة التفكير والتحرك الأمريكي في السياسة الدولية، وصولاً إلى نتائج تسهم في فهم تبعات هذه الاستراتيجيات على الواقع الجيوسياسي الدولي، وتأثيرها الممتد على العراق. كما يسلط البحث الضوء على التوجهات المعلنة لهذه الاستراتيجيات وطبيعة أبعادها الجيوسياسية.