اغراض الرحلة لدى كمال الدين عمر ابن العديم (588 - 660هــ / 1192- 1261 م) قراءة في نصوص سياسية، اجتماعية، دينية

يهدف البحث الي التعريف بشخصية احد اهم مؤرخي القرن السابع الهجري / القرن الثالث عشر الميلادي، الا وهو كمال الدين بن العديم المؤرخ الحلبي الشهير الذي ولد في مدينة حلب في بلاد الشام،  فضلاً عن بيان مقاصد و اغراض رحلاته واسفاره في المدن المختلفة. وتبرز أهمية هذا البحث في بيان مقاصد وأنواع الرحلات عند ابن العديم وتعدد أغراضها ما بين رحلة ذات طابع سياسي -  دبلوماسي،  ورحلة أخرى ذات مغزى اجتماعي كان لابن العديم دور واضح وملموس فيها من خلال مشاركته كعنصر اساسي وسيط في إتمام زيجات ملكية وخاصة أمراء الدولة وأميراتها،  ورحلات أخرى حملت سمة علمية تتعلق بطلب العلم لدى ابن العديم على الشيوخ وتقصد الباحثة هنا شيوخ عصره والتي تطلبت منه القيام بزيارات لحواضر ومدن وبلدات مختلفة في مصر وبلاد الشام وبلاد الجزيرة وإقليم العراق والحجاز، هذه الرحلات التي تطلبت منه القيام بأكثر من زيارة احيانا للمدينة الواحدة وفي أكثر من سنة ولعل هذا الصنف من أصناف الرحلات حمل رونقا مميزا لدى ابن العديم مما اشتهر به ودونه في كتابيه بغية الطلب في تاريخ حلب وكتابه الآخر زبدة الحلب في تاريخ حلب وهو اختصار لكتابه الأول. أما النطاق الزماني في هذا البحث فجاء ممثلا بالمدة التي عاشها ابن العديم خلال مدة حياته،  في حين ان الحيز المكاني جاء مشتملا على البقعة الجغرافية الممتدة ببن إقليم العراق وبلاد الشام لاسيما حلب،  وبلاد الجزيرة والحجاز ومصر والتي مثلت خلاصة تنقلاته المختلفة بين مدن هذه الأقاليم والحواضر. اشتمل هذا البحث على مقدمة وثلاثة محاور وخاتمة، جاء المحور الأول مركزاً على سيرة حياة ابن العديم من ذكر لولادته واسمه ونسبه وأسرته وشيئا من ثقافته ومؤلفاته،  في حين اشتمل المحور الثاني على التعريف بمقاصد الرحلة ذات الطابع السياسي -  الدبلوماسي والتي تجسدت من خلال شخصية ابن العديم بوصفه سفيرا ورجل دولة يمتاز بالحنكة السياسية لذا جاء هذا المبحث ليركز على طابع الرحلة ومقصدها مما ارتبط بهذا الجانب،  أما المحور الثالث فحمل طابع السفارات بدوافعها المختلفة لاسيما سفاراته السياسي واخرى ذات الطابع الاجتماعي وهو من الأغراض المهمة والنادرة لاسيما من خلال المصادر التاريخية إذ يعد هذا النوع من الرحلات متميزا لأنه يعكس جوانب من سمات المجتمع العربي الإسلامي للمدن التي زارها ابن العديم وسجل ملامح وانطباعات عنها مما سجله لنا في رحلاته ضمن هذا الصنف من أدب الرحلة،  كما تضمن هذا المحور دوافع الرحلة عند ابن العديم مما ارتبط بالجانب العلمي وهي سمة تميز بها كل عالم مسلم لتحصيل العلم من الشيوخ من خلال زيارة طالب العلم للمدن المختلفة وأخذ العلوم المختلفة عن علمائها ومنهم ابن العديم الذي يدور حوله هذا البحث،  والذي تأمل الباحثة أنها قد عرضت صورة لجانب مهم ارتبط بشخصية وعلم ابن العديم مما اشتملت عليه رحلاته وسفاراته المختلفة.