الحذف عند المهدوي (440هـ) في كتابه التحصيل لفوائد التفصيل الجامع لعلوم التنزيل
الملخص
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه أما بعد :يعد الحذف ظاهرة لغوية نحوية صرفية بلاغية لها قوانينها وقواعدها في الدراسات القرانية واللغوية قديما وحديثا ولها اغراضها الدلالية وهو عرض دقيق المسلك لطيف المأخذ حتى قال بعض العلماء عنه الحذف هو عدم الذكر، وعدم الذكر أبلغ من الذكروعلى هذا نستطيع أن نقول ونحن في غاية الاطمئنان أن الحذف طرقَ أغلب أبواب اللغة وشاع ذكره في ميدان التقعيد العربي وأخذ مسارًا في تثبيت أركان الأقيسة النحوية وكان محطة خلاف لعقود طويلة بين قامتين من قامات النحو العربي ألا وهما البصرة والكوفة حتى أخذ الأمر يتشعب جذوره ويتغلغل في كثير من القضايا الفقهية فبرز لها من برز على الصعيد الفقهي فكان له المنكر وكذلك المؤيد فبنيت عليها احكام وقضايا اصولية لاقت المعارض والمجيز ومن هنا كان الحذف سلاحا ذا حدين في استخدامه او تاويلهوعلى هذا تداخل الفقه في اللغة واتحد واعترض الراي الفقهي النحوي، وايًّا كان الأمر فقد أصبح الحذف ميدانا يلتقي به الفقيه واللغوي قد يستأنس أو يعارض كل منهما الآخر ومن أبرز تلك الحقبة من العلماء هو العالم الفقيه المالكي الإمام أبي العباس أحمد بن عمّار المهدوي(ت440هـ)، الذي استطاع في كتابه التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل من ترك اثرًا واضحاً في هذا المجال فكان الحذف عنده قائمًا على النزعة العقلية التي يترجمها السياق النصي للآيه آخذًا بنظر الاعتبار النزعة النحوية القديمة التي بنيت على القياس العربي الأصيل فقدمنا في بحثنا هذا صورة من تلك اللوحة الجميلة في هذه الظاهرة .فتناولنا في بحثنا بعض نماذج الحذف من التركيب التي سنستعرضها في بحثنا هذا.وفي الختام نسال الله تعالى حسن التدبير وسعة الحوار والتقدير فيما تم طرحه في اسطر بحثنا هذا ومن الله التوفيق.