المراوحة اللغويّة في شعر حسب الشيخ جعفر - ((ديوان كران البور)) اختياراً
الملخص
ينطلق هذا البحث لسبر أغوار البناء اللغويّ في واحدٍ من دواوين الشاعر العراقيّ حسب الشيخ جعفر ، هو ديوان ((كران البور)) إذ نعتقد أنّ لهذا الديوان خصوصية قد لا تسري على بقية شعر الشاعر في أعماله الأخرى كافة من دواوين ومجموعات شعرية متقدمها ومتأخرها . وهذه الخصوصية تنطلق مره أخرى صوب الإجابة عن سؤالٍ مهم يطرحه هذا الديوان في مبناه اللغويّ سؤال يذهب باتجاه قضيةٍ كبرى ما الذي يجعل شاعراً مثل حسب الشيخ جعفر وهو مفعم بالحداثة شكلاً و مضموناً ما الذي يجعله يراوح في لغته في هذا الديوان فيكون مرةً حداثوياً بكل ما تحمل الكلمة من معناه في اختيار المفردة الدالة و صياغه العبارة ذات النسيج اللغويّ المعبر عن هذا ثم يغادر كل ذلك باتجاه الماضي ليجتلب لغةً موغلةً في القدم حتى إنَّ الشاعر نفسه قبل المتلقي قد أحسَّ بضرورة فهمها معجمياً قبل زجّها في نسيج القصيدة الشعريّة فراح يصنع هامشاً على النص الشعريّ لعله يسعف المتلقي في فهم النص الشعريّ ومحاورته. و ليس ذلك فحسب لأنّ المرجعيّة اللغويّة تتحرك بين هذا وذاك من دون أن تغفل مرجعيةً لغويّة استفادها الشاعر حسب الشيخ جعفر من معرفته الحياة الأوربية وما يتصل بها، لا سيما أنّ هذه المرجعية قد تعززت، لأنه قد عاش مدة زمنية طويلة في الاتحاد السوفيتي السابق ثم روسيا خاصة و ما أتاحه له ذلك من الانتقال و التنقل في هذه البلدان، حتى وإن فصلنا بين الشرق والغرب فإنَّ مسارب الثقافة ونوافذها لا انقطاع لها وإن أراد أهل السياسة ذلك.