دراسة استراتيجيات التمويه والتوقفات البراغماتية كأشكال للصمت في الخطاب السياسي الاجنبي

تُكرس هذه الدراسة لتوضيح كيف أن الصمت، في بعض الحالات، يتجاوز مجرد الافتقار إلى الكلمات. ولا شك أن للصمت معانٍ لا تُحصى تبعًا للسياق. وتتوافق التفسيرات المعتمدة على السياق للتوقفات واستراتيجيات التمويه مع حقيقة أن الصمت أمرٌ ذاتي، ويمكن استخدامه كوسيلة لنقل رسالة بنفس الطريقة التي يستخدمها الكلام. ولتحقيق هدف هذه الدراسة، تم اتباع توليفة من النموذجين النظريين لجاورسكي (1993) وجوهينسن (1974). وهكذا، تبني هذه الدراسة نموذجها الانتقائي من خلال دمج وظائف النماذج المذكورة أعلاه للتحقيق في وظائف ونوايا استراتيجيات التوقفات والتمويه في خطابات سياسية مختارة. ويُسلط التحليل الضوء على توقفات أوباما في النقاش السياسي، والتمويه المقصود للدكتورة ميركل كاستراتيجيتين من حيث العرق والجنس. وأخيرًا، تُقدم النتائج رؤى قيّمة حول استخدام اللحظات الصامتة كأداة لنقل معنى، يتأثر بالنية الفردية والثقافة والسياق، في الخطاب السياسي الخارجي. في الخطاب السياسي، تُستخدم فترات التوقف بشكلٍ استراتيجي للتأكيد على المواضيع الحساسة المتعلقة بالعرق، كما هو الحال في استخدام أوباما لفترات التوقف الإضافية، عندما يُدير نقاشاتٍ حول خدمة الأقليات بضبطٍ وحذر، مُدركًا الحساسيات المُحيطة بهذه القضية. الصمت، في بعض الحالات، يعمل كآلية حماية في الخطاب السياسي، كما هو الحال في لحظات الصمت المُقصودة للدكتورة ميركل، والتي تُجسّد كيف يُستخدم التمويه كاستراتيجية بلاغية. مع ذلك، تُساهم هذه الدراسة في الخطاب الأكاديمي من خلال تقديم الصمت ككيانٍ قوي يُشكّل رسائل سياسية، ويُمكنه أن يُضيف معنىً خفيًا لا يُمكن للدلالات اللفظية إضافته من خلال التفاعلات السياسية .