الأمثال في كتاب خاص الخاص لأبي منصور الثعالبي- مؤثرات بلاغية وأسلوبية
الملخص
تعد الأمثال صورة لطبيعة الحياة العربية في عصر ما قبل الإسلام ، وتجسيدا لحياتها وعاداتها وتقاليدها وعقائدها، فضلا عن سلوك أفرادها وجماعاتها، وعلى ذلك فقد نالت حظوة كبيرة لدى الأدباء وعلماء اللغة ، ما أدى الى تأليف العديد من الكتب مستقلة بذاتها، أو تخصيص الفصول الكاملة لها في ثنايا كتب اللغة والأدب ، وعلى ألرغم من ذلك فإنها لم تلق تلك الحظوة ألتي نالتها دراسة الشعر وماهيته وأغراضه وفنونه ، ألتي تخص الأمثال بشكل خاص وأشكال ألنثر الأخرى كالخطبة والرسالة والوصية والمحاورة عموما ، بيد أن هذه ألمؤلفات برمتها لا تخرج بحال عن الجمع والرواية ، دونما تناولها وإخضاعها للفحص والتحليل والمعاينة ، كما ارتأى هذا البحث دراستها في إطار رؤية منهاجية حديثة تنظر الى النص بغض النظر عن جنسه الأدبي سواء أكان شعرا أم نثرا ، بوصفه كلا متكاملا مترابطا ومتفاعلا، لا أجزاء متناثرة ، وإن كانت طبيعة هذه ألدراسة تفرض على الباحث أن يقوم بتجزئة الخطاب ، بغية الكشف عن المؤثرات ألجمالية والقوانين أللغوية التي تضافرت على إنتاجه تركيبيا ودلاليا. وقد تتنوع الأساليب التي تتشكل منها بنية هذا الخطاب ضمن النص الواحد، وعلى ذلك فإن ألقيمة الأسلوبية والفنية والجمالية تتفاوت تبعا لتنوع هذه الأنواع والأشكال الأدبية ، فإن لكل نوع أو شكل منطقه ألخاص وبنيته التركيبية التي تمنحه هويته وخصوصيته وتفرده بحسب ما يقتضيه السياق وعلى وفق قيمته البلاغية والأسلوبية .