العناصر التحويلية في كتاب الخصائص لابن جني ــ الجزء الثاني أنموذجًا ــ

تبرز أهمية هذا البحث في دراسة العناصر التحويلية واستنباطها في الجزء الثاني من كتاب الخصائص، وتمتدُّ جذور هذا المنهج إلى الموروث اللغوي. وقد آثرنا دراسة الجزء الثاني؛ لأنَّ فيه أبوابًا شتَّى تتعلَّق بقواعد التحويل، نحو باب في الشجاعة العربية وردت فيه ثلة من العناصر التحويلية، كالحذف، والتقديم، والتأخير....هلم جرا. ويرصد البحث المنهج التحويلي والدرس اللغوي الحديث، كمهاد نظري وضَّحنا فيه بعض آراء جومسكي ومنهجه، إلى جانب رأي ديكارت العقلاني، والبنــــــــــــــى السطحيـــــــــــــة (The Surface Structures)، والبنى العميقة (The Deep Structures)، والعناصر التحويلية في الدرس اللغوي الحديث. ويستجلي البحث دراسة العناصر التحويلية واستنباطها في الجزء الثاني من كتاب الخصائص، كالحذف وأضربه، كحذف الجملة، والمفرد الذي يشمل حذف الاسم، والفعل، والحرف، والزيادة نحو: زيادة الحروف، وعناصر تحويلية أخرى كقواعد إعادة الترتيب (التقديم والتأخير)، مع التركيز على تقديم (المفعول) على (الفاعل)، وقضية الأصالة والفرعية، وقضية العامل. وتوصَّل البحث إلى أنَّ الجزء الثاني من كتاب الخصائص فيه طروحات قيِّمة، إذ يمكن استنباط بعض الظواهر التحويلية فيه، كالحذف، والتقديم والتأخير، وظواهر أخرى. ويُلحظ التشابه بين طروحات ابن جني، وعناصر المنهج التوليدي ــ التحويلي، أي: أنَّ جل ما ذكره ابن جني يلتقي وعناصر المنهج التحويلي في الدراسات اللسانية الحديثة، وهذه إشارة واضحة تؤكِّد إفادة (جومسكي) من الإرث اللغوي، واستطاع ابن جني بمنهجه التحويلي أن يصل إلى أنَّ الكلام يمكن تحليله إلى المكونات المباشرة بالاستناد إلى عناصر المنهج التحويلي.