الـمـعـافى بـن عمـران الـمـوصلي (ت185ه)، مـن أعـلام الـمـوصل

يُعَـدُّ الـمـعـافى بـن عمـران الـمـوصلي عـلـمـا مـن أعـلام القرن الثانـي الهجـري، ونجـمـا ساطعـا في تـاريخ مـديـنة الـمـوصل، وإمـامـا مـن أئمة الحـديث النبـوي الشـريف، كـان مـولـده سنـة نـيف وعشـريـن ومـائة، وطلب الـعـلـم مـنذ صغره، حتى أصبح مـن الحفـاظ الثقـات. كـان مـن الـعـلـمـاء الذيـن جـمـعوا بـيـن إمـامتي الـعـلـم والـديـن، فقد كـان صـاحب دنـيـا واسعة، لكنه تخـلى عـنهـا وعـن مـلذاتـهـا زُهـداً فيهـا، وحُبـا للـعـلـم، وخدمةً لأهـله، وكـان مضربـا للأمثال في الزهـد والورع والحِلـم والصبر والكـرم وإطعـام الـفقراء. سمـع مـن محـدثي بلـده، ورحل الى الكثيـر مـن البلـدان طلبـا للحـديث والسمـاع، وأكثر مـن شـيـوخه، فكتب عمـن أدرك مـن عـلـمـاء الحجـاز، والبـصرة، والكوفة، والشـام، ومصر، والجزيـرة، وسمـع مـنه وروى عـنه الكثيـر، وكـان مـن أوائل الذيـن صنفوا في الزهـد، والسنـن، والـفتن، والأدب. أفنى حيـاتـه في خدمة الحـديث النبـوي الشـريف حتى تـوفـاه الله تعـالى في مـديـنة الـمـوصل سنـة خمـس وثمـانـيـن ومـائة (ت185ه) عـلى أرجح الأقـوال.