تقانة اللقطة السّينمائيّة البعيدة وأثرها في بناء المشهد في القصيدة العربية المعاصرة الشاعر حمد الدوخي أنموذجاً

لم يعد كل فن من الفنون الإنسانية منطوياً على نفسه، أو غير قابل للتماهي والانصهار مع غيره من الفنون الأخرى، فالشعر على وجه الخصوص هو من الفنون التي كانت تخضع للتقعيد والتأطير، وحصر المساحة التعبيرية بإلزامات تزعج العملية الإبداعية، ولكن بعد تنامي الفنون الأخرى ولاسيّما السينما، فإننا نلحظ التداخل بين هذين الفنّينِ أصبح من أهم المساحات التعبيرية التي يتوسلها الشاعر لرفد نصّه الشعري بتقانات هذا الفن المبهر، ومن تقانات السينما التي تتجلى في إنتاج النصوص الشعرية هي (اللقطة البعيدة) التي تلعب دوراً هاماً في بناء المشهد في شعر الدوخي، ويتجلى ذلك من خلال استخدام الشاعر للَّقطة البعيدة على تنوعاتها التصويرية فهي اللَّقطة التي تؤخذ للشيء المراد تصويره من بعد متوسط، وتعرضه كاملاً وسط الجو العام المحيط به. والصورة في مثل هذه اللَّقطة، تعرض المنظر العام بكل محتوياته وزخارفه، وكل مظاهر الحركة المتصلة بهذا المنظر، مع مجموعات الأشخاص المتحركة فيه، وقد تكون هذه اللَّقطة داخلية في بهو كبير مثلاً، أو خارجية في ميدان كبير أو طريق عام.