من جمالیات الخطاب اللسانی العربی فی شعر ابن زیدون – الإضمار انموذجاً –
الملخص
الإضمار دون الاستتار فی الظهور؛ فالاستتار موجود من وجود دلیل علیه یقدر دون خلاف؛ کونه محدد التقدیر, أما الإضمار فأن غیابهُ دون التزام, ویکون فی النص من سیاقه, أو من مناسبة القول, وهو تأویلٌ یفهم من السیاق, بقدر فهم المتلقی لهذا النص ووثوبه على سطح النفس, بروزه أو غیابه. والإضمار, تغیب عنه اللازمة التی تحدد حرفیة المعنى فیه, کونه یعتمد فی إظهار معناه على مجموعة من الإیحاءات والملامح للمضمون المضمر فیه المعنى؛ لذلک هو إستراتیجیة ومسلک لاشتقاق المطلوب من المعانی لا بحدس تلقائی بل باستدلال منطقی یتفاوت بحسب ألوان الإضمار ویتوصل إلى ما هو مستبطن فی ذات المتکلم والمخاطب من متغیرات تؤدی دور الموجه الأول للنص, فتخصص معانیه العامة المحتملة وتقرأ ما وراء المعنى البارز فی العبارة اللغویة, لیتجاوز بذلک القیاس الصوری والقواعد الثابتة الدلالة, من خلال قواعده المتغیرة التی تنبع من کثافة المضامین ورسوها وتعدد احتمالاتها.