الأوهام اللغويَّة في البحر المحيط لأبي حيَّان الأندلسي ت 745هــ- جمعاً ودراسةً

إنَّ أيَّة قاعدة علميَّة، أو معرفيَّة، وفي شتى العلوم، ومنها علوم العربية لا تكاد تخلو من نوع من أنواع الخلاف فيها بين العلماء، لأسباب عدَّة، بعضها راجعٌ إلى النقل، وبعضها الآخر يرجع إلى العقل والفهم المتحصِّل لدى كلٍّ منهم إزاء المسألة المُختلف فيها . وقد حفلت كتب اللغة والنحو وسائر العلوم بشواهد لا حصر لها من وجوه تلك الخلافات وصورها . وبحثنا هذا يقف عند واحد من مظاهر الخلاف بين العلماء، وهو ما وُصِفَ بالوَهْمِ، أو بالخطأ في الآراء والأحكام إزاء قسمٍ من المسائل اللغويَّة، وفي قسمٍ من أوجه القراءات وما بُني عليها من أحكامٍ تخصُّ اللغة، وذلك في سِفْرٍ من أسفار العربية، وكنزٍ من كنوزها هو كتاب (البحر المحيط في التفسير) لأبي حيَّان الأندلسيِّ ـ رحمه الله ـ إذ وقف أبو حيَّان عند جملةٍ من المسائل، وفي مواضع كثيرة من كتابه الكبير راصداً مواضعها، وواصفاً أحكام بعض العلماء فيها بالوَهْمِ، أو بالخطأ، وناقلاً في قسمٍ منها أقوالَ غيرهِ من العلماءِ ممَّن ذهبوا فيها المذهبَ نفسَهُ، ورأوا فيها الرأيَ ذاته . فجاء هذا البحث مشتملاً على قسمٍ من تلك المسائل بعد جمعها واستقصائها من عُبابِ ذلك البحر الكبير ..