المقاصد التداولية للتقديم والتأخير في رسائل نهج البلاغة
الملخص
إنّ إحداث خرق في الأنظمة اللغوية المتفق عليها تولد معاني زائدة عن المعنى الأصل، وهذا التلاعب أو الخرق لم يكن اعتباطاً إنما جاء نتيجة لأغراضٍ ومقاصدَ يريد المتكلم إبلاغها، ونتيجةً لمرونة ومساحة الحرية الموجودة في اللغة العربية فإنها مكنت المتكلم من إجراء هذه الآليات التي تتوافق تماماً مع ما جاء به التداوليون الغرب في اشتمال بعض التراكيب على قوتين: الأولى مباشرة يدركها المتلقي من المعنى الحرفي المباشر، والآخر ضمني يتم التوصل اليها بالاعتماد على سياق الحدث الكلامي وأحوال المتلقي، وفي التقديم والتأخير الأمر مشابه؛ إذ الخروج عن الأصل يزود المتلقي بقوتين أو معنيين: الأول من الأصل، والثاني نتيجة تشتيت التراكيب .