المواطنة بين الديستوبيا واليوتوبيا روايات "سنان أنطون" أنموذجا

لم تكن الرواية العراقية المعاصرة بمعزل عن الأحداث التي عصفت بالعراق فقد استطاعت أن تستجيب وتتماهى مع أخطر وأعنف تحول في البنية الاجتماعية العراقية وما آل إليه وضع المكان/ الوطن قبل وأثناء وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق ،وبالتأكيد فإنّ منظومة المواطنة لم تكن بمعزل عن ذلك كله ،بحكم تأثير تلك الأحداث على المواطن الذي يعدُّ اللبنة الأساسية في تشكيل المواطنة، لذلك فقد جاءت هذه الدراسة لتقف على ثيمة المواطنة وقضية الوطن على وفق رؤية الكاتب والروائي سنان أنطون الفنية في رواياته الاربع (إعجام ، وحدها شجرة الرمان ، يامريم ، فهرس) ،عبر التركيز على المكان من حيث كونه مكاناً ديستوبيا يقدم سيناريوهات قاتمة سوداوية ويرسم واقعاً مريراً ، أو مكاناً يوتيوبياً حالماً يقدم السيناريوهات الأكثر تفاؤلاً ومثالية للعالم المستقبلي، فما بين الواقع الكابوسي الديستوبي والحلم الفردوسي اليوتيوبي يقدم لنا الروائي سنان أنطون المكان ودوره في تعزيز الثوابت وقيم المواطنة الحقيقية من جهة ،أو تقويض المنظومة القيمية للمواطنة من جهة أخرى؛ لذلك فقد توزع هذا البحث على محورين رئيسين هما:-مدخل، الذي عرّفنا من خلاله بمصطلحي الديستوبيا واليوتوبيا.-المواطنة بين الديستوبيا واليوتوبيا، الذي يمثل الجانب التطبيقي في روايات سنان أنطون عينة البحث.