يحيى بن سعدون (ت 576هـ/ 1172م) الأندلسي الذي استقر في الموصل

يحيى بن سعدون أندلسي من مدينة قرطبة، اذ تلقى علومه في الأندلس واختص بعلوم القران الكريم ولاسيما القراءات وعلوم الحديث النبوي الشريف ، ورحل الى المشرق العربي والاسلامي استكمالا لطلب العلم على عادة الأندلسيين، الذين شكلت الرحلة العلمية الى المشرق منعطفا مهما في مسيرة المهتمين بتحصيل العلم، ولم تحدد المصادر سنة رحلته لكنه كان موجودا بمصر سنة (515ه/ 1121 م)  ،ثم دخل الى الموصل ضمن المناطق التي دخلها في رحلته المشرقية، ودرس فيها على عدد من علمائها منهم أبو القاسم عيسى بن أحمد بن هبة الله الْموصلي وأبو الدر ياقوت بن عبد الله، ومنها توجه الى العراق وماوراء النهر، والملفت في رحلته انه عاد الى الموصل وحط رحاله بها واتخذها مستقرا له، وبقي فيها الى ان توفاه الله تعالى سنة( 576 ه/1172م )  ودفن فيها، وكان في سنوات اقامته تلك من العلماء البارزين في الموصل، واخذ عنه عديد من اهلها ومن الوافدين عليها ايضا، اذ يشكل وجوده فيها نقطة جذب لطلبة العلم ولاسيما طلبة الحديث النبوي الشريف.          وتعد رحلته وماقام به فيها هي محور بحثنا، مع التركيز على دخوله لمدينة الموصل وبقائه بها ثم بيان عطائه العلمي فيها، اذ سنعرف من ذلك أبرز علماء الموصل الذين كانوا مقصد طلبة العلم من خارجها، وأبرز الشخصيات التي وجدت في مدينة الموصل في (القرن السادس للهجرة/ الثاني عشر للهجرة).