التعلیم فی الموصل فی القرن التاسع عشر

القسم: Research Paper
منشور
Jun 24, 2025
##editor.issues.pages##
409-431

الملخص

شهد العراق منذ غزو هولاکو لبغداد عام 656هـ حتى منتصف القرن التاسع عشر المیلادی، تخلفا فکریا أدى إلى طمس کثیر من معالم الحضارة العربیة الاسلامیة، التی أرسی بناءها العباسیون فی کل میادین العلم والمعرفة.
وقد کان العراق ساحة للمعارک والخصومات ، و التی کان أقواها الصراع بین الدولتین الفارسیة والترکیة ، والذی انتهى بسیطرة الأتراک فی آخر الأمر، وکان له أثره السیئ على العراق فی کل المجالات وخصوصا الفکر والثقافة. وقد أدت سیادة الأتراک العثمانیین على العراق إلى التخلف فی المیادین المختلفة ، وخاصة بعد أن أصبحت الدولة العثمانیة عاجزة عن الصمود أمام جحافل الجیوش الأوربیة فی حروبها التی کانت امتدادا للحروب الصلیبیة. وقد أدى ذلک کله إلى إهمال الولایات العثمانیة، وتبعه تخلف فی الفکر ، فعم الناس الجهل، وسدت فی وجوههم أبواب التعلم وغدا التعلیم جسما بلا روح، فأنحطت أسالیبه، وعقمت مفاهیمه، وضعفت مادته، وفقدت مناهجه، وجهل معلموه، وغاب طلابه ، حتى لیخیل إلى الأنسان، أنه یعیش فی جو من الجهل المطبق، لولا ما بقی من الدراسات الدینیة التی هدفت إلى خدمة الاسلام وحفظه من عبث العابثین.
ولربما کان للوشیجة الدینیة التی ربطت العرب بالأتراک، السبب الذی حفظ لتلک الدراسات مصیرها من الضیاع والإهمال. وعلى الرغم من ان العثمانیین قد اساؤا معاملة العرب ، إلا أنهم لم یقطعوا الخیط الذی کان یصلهم بهم ، و بهذا الخیط ای الاسلام تمکنوا أن یستولوا على نفوس العرب الذین - رغم ما أصابهم من أذى الأتراک - لم یقطعوا هذه الوشیجة.
وعلى أیة حال، فأن القرن التاسع عشر شهد حرکة تعلیمیة، تجلت فی تأسیس دور التعلیم التی کان الطلاب یؤمونها لینهلوا منها علوم الدین وعلوم العربیة .
وعلى الرغم من سوء الحالة الاقتصادیة التی تمیز بها القرن التاسع عشر نتیجة الحروب التی أنهکت الدولة، الا أن هذه الحالة لم تحل بین الناس وبین طلب العلم ، ومرد هذا فی رأینا، هو طغیان الروح الدینیة و نتمکنها فی نفوس ، الناس ، فقد کان اجلالهم للاسلام ، وللقرآن بالذات حافزا قویا یدفعهم إلى طلب العلم وتلقیة. کما أن (تأسیس المطابع الحدیثة ... وتأسیس الخط التلغرافی وتنظیم شؤون البرید ، واصدار الصحف والمجلات کان له الأثر البعید فی تنبیه الأذهان ) یضاف إلى هذا ، الصلة التی کانت بین العراق والعالم العربی من جهة، وبینه وبین الفرس والأتراک من جهة ثانیة ، والى ما کان یسمعه الناس عن التقدم العلمی والفکری فی أوربا ، کل هذه الأسباب قد فتحت اذهان الناس وجعلتهم یتلهفون الى التعلم بکل أشکاله ، ومختلف أسالیبه .

تنزيل هذا الملف

الإحصائيات

كيفية الاقتباس

AlHamdany, S., & الحمدانی س. (2025). التعلیم فی الموصل فی القرن التاسع عشر. اداب الرافدين, 9(10), 409–431. https://doi.org/10.33899/radab.1979.166146