الکتابة العربیة فی العصر الجاهلی وطریقة التعلم

القسم: Review Paper
منشور
Jun 24, 2025
##editor.issues.pages##
61-82

الملخص

لم یکن العربی فی العصر الجاهلی أمیا، یعیش فی صحرائه المترامیة الأطراف، لا یعرف عن الحیاة شیئا ، یرحل فیها طلبا للماء والعشب، فاذا فقدهما مات فی صحرائه فذهب مع الغابرین ، بل التاریخ یذکر ان العرب کان لهم کیان مستقل، فأنشأوا دولهم فی أرضهم، وترکوا فی اطرافها آثارة کثیرة، تدل على عظم ذلک الکیان وتلک الحضارة الرائعة ، وحفظ لنا أسماء أمرائهم وملو کهم فی الیمن وفی تدمر وفی الحیرة وفی وسط الجزیرة - دولة کندة - بل لقد ذکر أن شمرین اقلیفیش الحمیری هو الذی سمیت «سمرقند» باسمه اذ کان قد غزاها بخمسمائة ألف وهدمها فقالوا "شمر کند" أی شمر هدمها ، ثم وصل الیها ملک تبع الأقرن بن أبی مالک فأمر بعمارتها .
ولایعقل الا تکون لهذه الدول مواثیقها وعهودها ، وهی ذات صلة وثیقة مع الدول الأخرى، کالأحباش والفرس والروم .
وإلى جانب هذا نجد أسماء الکثیرین من الکهنة والأطباء والمترجمین ، و أسماء الأسواق الأدبیة التی کانوا یقیمونها فی مواضع مختلفة من تلک الجزیرة فی دومة الجندل، وسوق هجر بالبحرین وعمان ثم المشفر ثم صحار بالشحر وعکاظ على عدد أشهر السنة، وما کان یسود تلک الأسواق من أخلاق عالیة وروح انسانیة رائعة ، کل ذلک یدل على حضارة انسانیة وتطور ملحوظ فی حیاة الناس ما یمکننا ازاءها أن نتصور إسهام معارفهم وعلومهم فی تأصیل هذه الحضارة وارساء قواعدها و تثبیت أسسها . ومن هنا نستطیع أن نحکم أن هذه الأمة، قد عرفت الکتابة وانتشرت فی کافة أنحاء الجزیرة ، و هی أهم مظهر من مظاهر الحضارة التی تأصلت فی دیارهم .
وسنتتبع المظان التی تناولت هذا المظهر ، ونستعرض أقوال عدد من المستشرقین ومن تابعهم الذین کانوا یوهنون شأن اهتمام العرب بها ، ویقولون انها متأثرة بالآرامیه ، فهی غیر أصلیه، وانهم یضعون الحواجز بین کتابة الجنوب وکتابة الشمال. لیجردوا هذه الأمة من کل أثر للحضارة، بدعوى أن الحضارات الأولى إنما مصادرها غیر أرض العرب ، وهو منطلق یلجون من خلاله إلى هدم الآمال التی یریدها العرب الیوم ، فیکون عاملا بدفع إلى الیأس فیحول دون التقدم والرقی.
وسنستعرض النصوص الدالة على انتشار الکتابة فی کل أنحاء الجزیرة ، ونذکر طرق انتشارها وتعلیمها، لتثبت للقارىء معالم الحضارة العربیة فی الصور المتقدمة من تاریخها. ونثبت أصالة وضع الکتابة العربیة .

تنزيل هذا الملف

الإحصائيات

كيفية الاقتباس

Alomar, A., & خطاب العمر ا. (2025). الکتابة العربیة فی العصر الجاهلی وطریقة التعلم. اداب الرافدين, 9(10), 61–82. https://doi.org/10.33899/radab.1979.166130