تربیة وتعلیم المراة فی المجتمع الاسلامی
الملخص
فی التربیة والتعلیم تکسب المرأة العادات الحسنة والخلال الحمیدة ، بعد أن تتعلم الصبر و تعرف طریق الخیر وتتیقن سبل السلام . حیث تتفتح لدیها ملکات العقل لتصل بواسطتها إلى الحکمة التی تقودها إلى معرفة حقائق الأشیاء "ومن یؤتی الحکمة فقد اوتی خیرا کثیرا " .
فالمرأة بحاجة إلى التعلیم ، کحاجة الرجل الیه ، لکی تعرف طریق الخیر وتتبصر فی شریعتها ولکی تعرف حسن المعاشرة الزوجیة وتربیة الأولاد. اذ کیف یمکنها أن تکون زوجة سعیدة ، واما مربیة أو مواطنة صالحة ، تعمل فی أی حقل من حقول المجتمع ، وهی امیة لاتعرف القراءة والکتابة ، وبالتالی لاتعرف للحیاة معنى ولذلک ( فتعلیم المرأة تعلیم للاسرة کلها ) .
وقبل التطرق إلى شرح تربیة وتعلیم المرأة فی المجتمع الاسلامی ، التی نظرة سریعة على مراحل تطور حقوق المرأة فی العصرین الجاهلی والاسلامی، لنتمکن بعدها من تقییم ما یعنیه تعلیمها ، لان عملیة تربیة المرأة وتعلیمها هو جزء من عملیة تطور قیمتها بصورة عامة عبر تاریخها .
ومن الجدیر بالذکر ان کتب التاریخ لم توضح لنا بصورة جلیة دور المرأة الواضح فی التربیة والتعلیم ومشارکتها للرجل مشارکة تامة رغم اقرار الشریعة الاسلامیة بضرورة تربیة وتعلیم الفتاة إلى جانب الولد . اذ لیس ما یمنع من ذهابهن إلى الکتاتیب فی الصغر ، کما أنه لم یرد شرعا مایحرم تعلیمهن فی الکبر کما یتعلم الصبیان . ومع ذلک فالمعروف أنه کان فی صدر الاسلام عدد قلیل یعد على اصابع الید من النساء اللواتی کن یعرفن القراءة والکتابة ، ثم ازداد عددهن بعد ذلک فی العصرین الاموی والعباسی بعد تطور الظروف التاریخیة ، وازدیاد حاجة المجتمع إلى النساء المتعلمات .
ویجیء هذا البحث المتواضع لیضیف إلى المکتبة العربیة مفاهیم فی حق المرأة، - فی التربیة والتعلیم - جاء بعضها غیر واضح وجلی فی کتب التاریخ الاسلامی ، أو مبعثر فی عدد من صفحاته . کما یجیء هذا البحث لیکون حافزا ودعوة للنساء بضرورة تعلمهن القراءة والکتابة وضرورة مشارکتهن للرجال فی عملیة التربیة والتعلیم .