وُضع النحو لصون اللسان عن الخطأ, ودعت إلى تعليل الأحكام النحوية دواع منها لغوية فصارت العلة النحوية إحدى سمات الفكر النحوي; لذا عدّ التعليل النحوي أحد أركان الدرس النحوي لا يمكن الاستغناء عنه أو تجاهله؛ لأن فهم الأحكام النحوية ودراستها لا يكونان إلا عن طريقه. وحظيت علل الإعراب بمساحة وافية في كتاب المخترع; لذلك كله وللوقوف على شخصية الأعلم في التعليل النحوي وجهده فيه, انطلق البحث إلى دراسة التعليل النحوي للأسماء المعربة عند الأعلم الشنتمري (ت476هـ) في كتابه (المخترع في إذاعة سرائر النحو), فتوصل البحث إلى أن للأعلم في كتاب المخترع عللا مخترعة وعللا أخرى سبقه إليها غيره من النحويين, وعللا أخرى قريبة مما اعتل بها من سبقه. وكان البحث موزعا على مقدمة ومدخل ومبحث وخاتمة, تضمنت المقدمة التقديم للتعليل النحوي للأسماء المعربة عند الأعلم الشنتمري في كتابه (المخترع), وتضمن المدخل التعريف بالعلة والتعليل وذكر أقسام العلة عند النحويين, وتضمن مبحث الدراسة طائفة من الأسماء المعربة التي اعتل لها الأعلم في (المخترع), أما الخاتمة فتضمنت أبرز النتائج التي توصل إليها البحث.