اختياراتُ الجوهريِّ (ت400هــ) في صِحَاحِهِ لأَبنيةِ الأَفعالِ مِن آراءِ الفرَّاءِ (ت207هــ) الصرفيَّةِ
منشور
Jun 24, 2025##editor.issues.pages##
146-159الملخص
لستُ بِدعًا من الطلبةِ الساعين إِلى الكشفِ عن أَسرارِ اللغة، الدائبينَ في البحثِ عمَّا توقَّفتِ الأَقلامُ عندَ حدودِهِ، وأُجِّلَ القولُ فيه، المتشوِّقينَ في الوقوفِ على آراءِ مدرسةٍ علميَّةٍ عتيدةٍ، اندثرتْ مؤلَّفاتُ علمائِها، وضاعتْ بينَ رَحَى الحروبِ والغزواتِ وسقوطِ الدولِ والملوكِ والممالكِ، مدرسةٌ كانت ندًا عنيدًا لمدرسة البصرة الفذَّة العامرة بعلمائها ومريديها، مدرسةٌ تشظَّت آراء علمائها بين الكُتب والمؤلَّفات؛ فجاءتْ دراستنا كاشفةً عن آراءِ جهبذٍ مِن جهابذتِها الكِبار، ورأسًا كوفيًا امتاز بمخالفته الآراء، الفرَّاء (ت207ه) بكل ماضمَّه هذا الاسم وحوته مدرسة الكوفة، عالمُ لغةٍ محيطٌ بلغةِ العربِ، ونحويٌّ بارزٌ، وصرفيٌّ راكِزٌ، ومُفسِّرٌ لغويٌّ أَلمعيٌّ ناجزٌ ... ولمَّا كانت اللغةُ كلُّ اللغةِ في صروحِ المعاجمِ، وطيَّات رفوفها الخُضر؛ ارتكزت دراستنا على معجم (الصِّحاح تاج اللغة وصحاح العربيَّة) للجوهريّ المتوفى بحدود سنة (400هـ)، المعين الصافي لآراء علماء العربيَّة، وخصوصيَّة الجوهريّ في قدرته على الاختيار، والتوظيف، والاستشهاد لآراء الفرَّاء الصرفيَّة منها، ووضعها في مواطنَ كما يقتضيه المقام، بكل فطنة وإدراك ومعرفة ودراية، فكان عنوان بحثي المُستل موسومًا بـ(اختيارات الجوهريّ (ت400هـ) في صحاحه لأَبنية الأَفعال من آراء الفرَّاء (ت207هـ) الصرفيَّة)، وقد اخترت أَبنية الأَفعال؛ لأَنَّها أَكثر الأَبنية ورودًا في آراء الفرَّاء الصرفيَّة .