يتناول هذا البحث دراسة موازنة لكتابي عالمين وهما (زبدة الإعراب) للقيوجاقي، و(حل أسرار الأخيار) لزيني زاده ؛ وذلك في إعرابهما كتاب (إظهار الأسرار في النحو) للبركوي(ت:981ه)([1])، وفي هذا البحث نحاول تسليط الضوء على أهم الفروق في منهجيهما؛ وذلك لأهمية كتاب الإظهار؛ لصاحبه البركوي العالم المتبحر في علوم العربية المتعددة، فضلًا عن تعمقه في العلوم الشرعية أيضًا، فهو يُعد موسوعة من حيث التصنيف والتأليف والتدريس لمختلف العلوم التي ذكرناها، فهو شبيه بالسيوطي(ت:911ه) من حيث تنوع العلوم والمصنفات عنده، فمن الطبيعي أن تجدَ في مؤلفاته مادة علمية وآراء وترجيحات خاصة به، أو ساير بها العلماء السابقين له، ومن هذه المسائل المجتمعة والمهمة لكتاب الإظهار، ومن كثرة الشروح والتعاليق عليه، فضلًا عن إعرابه من قبل العالمين المذكورين آنفًا، تحتم علينا أنْ نبدأَ البحثَ بتوطئة برَّز فيها البحث مقومات الموازنة بين الكتابين كما ذكرنا ، ومن ثَمَّ أتبعناها بثلاثة مباحث هي: المبحث الأول وُسم بعنوان: الموازنة لغة واصطلاحًا، أما المبحث الثاني فجاء بعنوان : موازنة المنهج العام في الكتابين، وتضمن الأسس التي تشكل ظاهرة بارزة في كلا التأليفين وتضمن عدة مسائل منها: طبيعة الأسلوب، وعرض الشواهد، وتفسير للمصطلحات وهجرها، وضبط اللفظ المعرب، وأصل بناء الكلمة وغيرها، أمَّا المبحث الثالث فقد وُسم بعنوان: موازنة المنهج الخاص بطرائق الإعراب بين الكتابين، وتضمن عدة مسائل منها: الإشارة إلى الجملة الصغرى والكبرى، الإشارة إلى العطف على القريب والبعيد، الإشارة إلى عود الضمير وغيرها من المسائل، ثمَّ ختمنا البحث بأهم النتائج التي توصل إليها الباحث.   الكلمات المفتاحية: الموازنة، المنهج، القيوجاقي، زيني زاده. ([1]) وهو محمد بن بير بن علي بن إسكندر([1]) الرُّومِي الْفَقِيه الصوفي الْحَنَفِيّ البركوي، أو البركلي، أو البيركلي نسبة إلى "بَركي" وهي البلدة التي قضى آخر حياته فيها.لُقبَ بِألقابٍ عديدة؛ وذلك لمكانته العلمية المرموقة، ومن هذه الألقاب هي: تقي الدَّين، ومحيي الدين، وزين الدين، توفي البركوي _ رحمه الله _ في سفره إلى إسطنبول، ودُفنَ في "بركى" فحزنتْ عليه قلوب محبيه، وتحسرتْ عليه أنَّات دموع محبيه، وذلك في سنة إحدى وثمانين وتسع مئة من الهجرة. ينظر: الأعلام للزركلي:6/61 ، و وهدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين:2/252، ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة:9/123،