المنعطف اللغويّ في الفلسفة التحليليـــــة
الملخص
يحاول هذا البحث تسليط الضوء على علاقة اللغة بالعلوم الأخرى، ويتجاوز النظر الى اللغة على أنّها وسيلة للتعبير عن الأفكار فحسب الى النظر إليها على أنّها وسيلة للتعبير وللتفكير في الآن نفسه، وربّما كانت طروحات الفلسفة المنطقية الوضعية مثالا حيّا على هذا التداخل وعلى النظر الى اللغة بوصفها محركا للتفكير، ومن ثمَّ الانتقال باللغة من اللغة الواصفة الى اللغة التحليلية، ومع أنّ الحديث عن هذا الموضوع يحتاج الى الكثير إلاّ أننا سنحاول قدر الإمكان تسليط الضوء على المعطيات والأفكار وتجاوز الرؤية التاريخية ما استطعنا ذلك، فهدف البحث عرض الأفكار وتحليلها وعدم الاعتماد قدر الإمكان على المنهج الوصفي، فالموضوع يتداخل بشكل كبير بين علوم عدة منها الفلسفة والمنطق والرياضيات والاجتماع فضلا عن البعد اللساني الذي تداخل مع هذه العلوم جميعها؛ من هنا سيحاول هذا البحث دراسة العلاقات البينية بين هذه العلوم وأثرها اللساني من خلال طروحات عدد من ابرز اصحاب الفلسفة الوضعية المنطقية؛ ولضيق البحث وتحديده بصفحات معينة فإننا سنعتمد على آراء كلّ من: فريجه وراسل وفججشتاين، وربما تكون لنا وقفة في بحث آخر مع كلّ من : جورج إدوارد مور، وديفيد هيوم، وأندريه جاكوب.