تابعت صحيفة القبس الاحداث التي شهدتها ليبيا في عام 2011 والتي ادت الى سقوط نظام معمر القذافي، واستمرت الصحيفة ذاتها بعد انهيار النظام بتغطيتها الاعلامية ورصدت فيها التداعيات الخطيرة التي واجهتها ليبيا، لا سيما التحدي الامني، إذ يبقى العامل الامني يحتل موقعاً مؤثراً في قدرة او عدم قدرة الحكومة الليبية الجديدة على تثبيت نفسها في ظل الواقع الجديد وذلك لأن الاستقرار الامني يعدُّ الاساس الذي تستند إليه عملية بناء الدولة على الاصعدة كافة ، وتمثل التحدي الامني في فوضى الجماعات المسلحة والميليشيات التي امتنعت عن إلقاء السلاح والانخراط في صفوف الاجهزة الامنية النظامية وقد  أدت قضايا النفوذ والاموال دوراً اسياسياً في عدم الانصياع للسلطات الليبية والقرارات العسكرية، فلا زال الكثير من المجموعات المسلحة تعمل بعيداً عن القيادة العسكرية المركزية التي تخضع للحكومة الجديدة.      ان انهيار المؤسسات الامنية وانتشار مظاهر التسلح في المجتمع الليبي ونهب مخازن الاسلحة قد شكّل فرصة لانتشار الاسلحة على نطاق واسع، إذ إن معظم مخزونات اسلحة القذافي تّركت سائبة في أثناء الحرب، مما اتاح سهولة وصولها الى جميع الاوساطة الليبية، كما ادى سقوط نظام القذافي الى نشوء ازمة تتعلق بمسألة ضبط الحدود الليبية واستعادة السيطرة على الاسلحة السائبة التي تعبر الحدود بسبب تنامي شبكات التهريب، فضلاً عن انتشار عمليات الانتقام والثأر بين الجماعات المسلحة، وكذلك بين القبائل فبعد الاطاحة بالنظام السابق ظهرت الاختلافات القبلية بين الشرق والغرب والجنوب، وإذا اخذنا بعين الاعتبار أن ليبيا تحوي ما يقارب 120 قبيلة مما يجعل امكانية الصراعات الدامية بينها سهلة الحدوث في ظل بروز ظاهرة القبلية الضيقة.