المظاهر العمرانیة فی مدینة مَارِدَة الأندلسیة من الفتح حتى السقوط (94-628 هـ/ 713- 1230م)
الملخص
تعد دراسة المظاهر العمرانیة للمدن الإسلامیة بشکل عام وفی بلاد الأندلس بشکل خاص، من الدراسات المهمة لما لها من اثر مهم وفعال فی تاریخ الدولة العربیة الإسلامیة فی الأندلس، فالعمارة من مقومات الحضارة وعماد التفاعل الحضاری، وبالتالی فهی سمة بارزة من سمات دولة الإسلام فی الأندلس، فقد کان للعرب المسلمین دورهم الواضح فی نشأة العمارة، حیث حملوا معهم إلى المناطق التی حرروها أفکارهم المعماریة الناضجة، کما اتاحوا الفرصة للفنانین المهرة والبنائین والعمال غیر العرب إن یبدعوا ویساهموا مع المعماریین العرب فی إنضاج أسالیب الفنون العمرانیة المختلفة.ومن هنا تاتی هذه الدراسة المتواضعة للحدیث عن ابرز المظاهر العمرانیة فی مدینة لا تقل أهمیة عن باقی مدن الأندلس الأخرى، آلا وهی مدینة ماردة التی عدت من کبرى مدن غربی الأندلس ومن أعظمها واشدها منعة. وبالرغم من ان جذور العمارة فی مدینة مارة تعود فی بعض اجزاءها إلى عهود قدیمة قبل الفتح العربی الإسلامی وکذلک ما بعد الفتح، فان العمارة التی حدثت أو استجدت فی مدینة ماردة واحوازها تشکل فی مجملها کماً ونوعاً اعظم ما شهدته المدینة خلال الوجود العربی الإسلامی، وکانت الأساس لما جرى فیها من بناء وعمارة لاحقاً.